من يعتقد أن جائحة كورونا أثرت سلبا على إقامة الحفلات العائلية والأعراس، فهو مخطئ، طالما أن الواقع يكشف تواصل إحياء تلك المناسبات السعيدة بشكل عادي، غير أن الجديد هو خروجها من قاعات الحفلات ودخولها المنازل الفخمة، بعيدا عن أعين الرقابة. "الشروق" غاصت في عمق الظاهرة، وكان لزاما علينا انتحال صفة شقيق عريس، بحثا عن الطريقة التي يتم من خلالها إبرام تلك العقود، التي تربط بين صاحب العرس والجهة المنظمة، لنقف على حقائق مثيرة. بدأنا بحثنا من إحدى صفحات الفايسبوك، وقد صدمنا لكثرة العروض التي يقدمها أصحاب تلك الصفحات، مدعمين منشوراتهم بمقاطع فيديو وصور تلفت الانتباه، وتجلب الإعجاب، وأرقام هواتف من أجل التواصل مع المعنيين، أخدنا ولاية وهران كنموذج، واتصلنا ببعض المنظمين، ليتبين بعد محاورتنا لهم، أن الأمر يتعلق بملاك قاعات حفلات معروفين بالولاية، دفعت بهم الظروف الصحية الحرجة وحالة الحظر، إلى التحول للعمل سرا، لتفادي المتابعات القضائية، وقد تم تزويدنا بمعلومات هامة تخصَ كيفية التعامل وأسعار كل خدمة، حيث فهمنا من كلام المتحدث، أن هناك كل الوسائل التي كانت تتوفر في قاعات الحفلات، بحيث تمّ نقلها إلى مساكن فسيحة مجهزة بكاميرات مراقبة عند المخارج والمداخل، للتدخل في الحالات الطارئة. وهنا يكون الاتفاق إما بكراء فيلا فخمة بدون عتاد، ويتراوح سعرها بين 10 إلى 15 مليون سنتيم، في حين يقفز السعر إلى 20 مليونا ويزيد في حال تم كراء المسكن بلوازمه الضرورية، مثل الكراسي والطاولات، وأرائك العرسان المذهبة، زيادة على أواني الطهي، وحتى خدمات الطهاة والنُدُل والديسك جوكي وغيرهم، ومن الملاحظة الأولى، يظهر أن الأسعار حافظت على استقرارها ولم تعرف انخفاضا، وكأننا لسنا في فترة حرجة فرضتها جائحة كورونا. ويحاول منظم الحفلات جاهدا إقناع الزبائن، بأنهم قادرون على ضمان حفلة بدون مشاكل، سواء من ناحية الأمن أو عراقيل أخرى، بحكم التجربة الطويلة، وهو ما يشجعهم أكثر على قبول العروض وإبرام الاتفاق، الذي يحدد مواقيت إقامة الحفلة، التي كثيرا ما تنتهي قبل الثامنة مساء، لتفادي الوقوع في مشاكل مع مصالح الأمن خلال العودة إلى المنازل بعد توقيت الحجر الصحي. في اتصالنا بمصدر من مديرية التجارة حول هذه القضية، أجاب أنهم لا يستطيعون التدخل في حال تم إقامة الحفلات داخل البيوت والمساكن، لكن يكون تدخلهم قانونيا إذا تعلق الأمر بقاعات حفلات تملك سجلات تجارية، ويبقى غياب الوعي والتهور من بين الأسباب التي تشجَع العرسان على التفكير بنرجسية، وتفضيل إقامة حفلات الزفاف، رغم كل هذه الظروف الصعبة.