صدر حديثا كتاب " قيامة الذكاء الصناعي في التعليم.. هل يجب أن تحل الروبوتات محل المعلمين"، للمؤلف نيل سيلوين، عن داريّ ابن النديم الجزائرية والروافد الثقافية ببيروت، بينما نقله إلى العربية وقدمه وعلقه عليه فيصل حاكم الشمري، الباحث في جامعة كوينزلاند بأستراليا. يتحدث هذا الكتاب عن قيامة الذكاء الاصطناعي والروبوتات الفيزيائية التي طوَّرت الحياة البشري في كافة أصعدتها الصناعية والعسكرية والإعلامية. إلا أن المجال التعليمي ذو والسياقات الاجتماعية والأجنحة السياسية أصبح في سجال حام مع هذه التكنولوجيا والروبوتات ملامساً مكوِّناته الاجتماعية والتعليمية والتقييمية واللوجستية وصولاً حتى في كيفية النظر لإعادة تعريف الانسان. يطرح هذا الكتاب عددا من القضايا الحاسمة والتي يجب أن ينظر إليها بعينٍ حكيمة وشجاعة وصادقة وواقعية في تنفيذ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم. هذه القضايا تمرُ في أصلها فيما يتعلق بمفهوم هذا الذكاء ناهيك عن أي مفهوم للتعليم يجب أن يُؤْمن به في كل دول العالم. ويرجع سبب ترجمة المؤلف للكتاب لأمرين: الأول أن هذا العمل يعتبر من الكتب الحديثة في المجال، وأيضاً لكونه مرجعاً لتخصصي التكنولوجيا والتعليم ناهيك عن شهرة المؤلف في هذا الفن. والأمر الآخر هو أن هذا الكتاب يقع ضمن مجال تخصصه الأكاديمي والعلمي، بالإضافة إلى هوايته لترجمة كتب التخصص. و رأى المترجم أن الكتاب سيكون بنسخته العربية له النفع الكبير في العالم العربي، خصوصاً في قطاعات التعليم وتقنية المعلومات والاتصالات وجهات الاختصاص. وكما هو معلوم عن الجميع أن طبيعة تراكيب جمل اللغة الانجليزية تخلتف عن اللغة العربية، لذا فقد ترجم المؤلف الكتاب إلى اللغة العربية ليس بطريقةٍ حرفيةً بل ترجمه بطريقةٍ يكون فيها المعنى متناغماً مع عقل وفكر ونغم القارئ العربي. خصوصاً أن الكتاب قد بُني على عدد من المجالات التخصصية في تقنيات التعليم وعلوم الحاسب والذكاء الاصطناعي، بالإضافة وجود الصبغة المعرفية المتعلقة بثقافة المؤلف ومجتمعه. ولتجنب الترجمة الحرفية، قام أولاً وقدر الإمكان باستبدال الكلمة الأجنبية بالكلمة العربية المناسبة لسياق الجملة وليس ترجمتها الحرفية، بما في ذلك العبارة الأجنبية الكاملة، لتقابلها عبارة تحمل نفس المعنى لدى المؤلف في اللغة العربية. لقد رحب المؤلف بكل التعديلات والملاحظات التي تم قدمت له قبل نشر هذا الكتاب باللغة العربية، خصوصاً أن الكتاب لا يحوي أي صورة أو شكل في نسخته الانجليزية، لذا كانت الإضافة النوعية في النسخة العربية أولاً في توضيح بعض القضايا والنظريات والأمثلة ونحو ذلك في التعليقات الهامشية والتي سيشير لها في فصول الكتاب. وثانياً كانت الإضافة النوعية في النسخة العربية في إضافة الصور والأشكال والمواقع والتي بدورها توضح كل ما ذكره المؤلف في هذا الكتاب والذي يكشف الستار عن هذا العالم الرقمي المذهل. رحب المؤلف بتضمين العنوان المدخل على النسخة العربية والتي جاءت بعنوان "قيامة الذكاء الاصطناعي في التعليم" والتي يتوافق مع فكر القارئ العربي، بإلاضافة إلى إبقاء اسم الكتاب الأصلي على الكتاب وهو (هل يجب أن تحل الروبوتات محل المعلمين ؟)، ليتناسق مع الأفكار التي طرحها المؤلف . علماً أن كلمة "يجب" قد تكون زائدة في المعنى في اللغة العربية ولكنها مهمة في سياق هذا الكتاب كما سوف يوضح المؤلف ذلك. الكلمات التي بين الأقواس أو بين علامتي التنصيص هي من عمل المؤلف وليس من إضافته كمترجم. بينما تكون إضافاته في الحواشي السفلية من الصفحة أو في آخر الفصل فقط. تشير الأرقام ما بين النصوص إلى المراجع التي رجع إليها المؤلف، بينما الحواشي تعود إلى إضافته كمترجم. وضع المؤلف المصطلحات العلمية الانجليزية مترجمةً جنباً إلى جنب مع المصطلح المناسب في اللغة العربية -قدر الإمكان- ليُبقي القارئ والمتخصص في المجال مع تناغم المصطلح والفكرة وسلاسلة العبارة، خصوصاً أن علم التربية والتعليم والتكنولوجيا تعج بالمصطلحات الأجنبية. قد يكون هذا الأمر مزعجاً قليلاً للبعض لكن المؤلف فضل إبقاء المصطلح الأجنبي مع ترجمته العلمية العربية بجانبه، كي يكون للقارئ فكرة عن الموضوع. وعلى الرغم من الصعوبة في توحيد المصطلح المترجم إلى العربية لكن المؤلف في هذا الكتاب حاول أن تكون الترجمات وفق المراجع العربية بالإضافة شهرة المصطلح في العالم العربي. أيضاً مما يجب التنبيه له هنا أن المترجم أبقى أسماء الباحثين والعلماء الذي تم الاستشهاد بهم في هذا الكتاب كما هي باللغة الانجليزية كي يكون من السهل الوصول إليهم في المراجع أو حتى في البحث عنهم عبر الانترنت. كما وضع المؤلف في النسخة الانجليزية المراجع بعد كل فصل بشكل مباشر، ولكن في النسخة العربية ولأجل التسهيل تم وضع كل المراجع في آخر الكتاب مع تبويبها بالفصول المرتبطة بتلك المراجع. ع.ع