نسيم لكحل: [email protected] لا أصدق كلام الرئيس الإيراني وهو يغادر الجزائر حينما يقول أنه يطمح لبناء قاعدة إقتصادية مع الجزائر قوية وتبادل اقتصادي حجمه لا يقل عن 11 مليار دولار سنويا، وهو الآن لم يصل العشرة مليون دولار فقط.. فحجم علاقات استراتيجية من هذا النوع لا يمكن أن يبنى في زيارة تدوم يومين ولو كانت من أعلى مستوى مثل زيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الأخيرة. ولا يمكن بلوغ هذا الهدف بمجرد السعي إلى تبادل الزيارات وتوقيع البروتوكلات التي يتم التفاهم عليها خلال يومين أو ثلاثة. العلاقات القوية بين أي بلدين يبنيها الإيمان الحقيقي لدى شعبي هذين البلدين والأهم من ذلك إيمان مسؤولي هذين البلدين بجدوى وفاعلية هذا النوع من العلاقات، وأن لا يكون في واحد من هذين البلدين أناس يحتلون مراكز صنع القرار يرفضون أية مبادرة من هذا النوع، مثل أولئك المسؤولين أو أصحاب النفوذ في الجزائر الذين ما زالوا يحتلون مواقع معينة في هرم هذه الدولة يقومون من خلاله بعرقلة أي مبادرة يقوم بها الرئيس أو أي مسؤول آخر من أجل إعادة ربط خيوط العلاقة مع الجهة الشرقية، مثلما نجحوا في ذلك عدة مرات عندما وأدوا كل محاولات الإستثمار التي حاول الأشقاء العرب القيام بها في الجزائر، والسعي المستمر لهم لقطع الجزائر مع كل جذورها الإسلامية والعربية من جميع النواحي السياسية والثقافية ثم الاقتصادية، وذلك طبعا تنفيذا لتعليمات تأتيهم من جهات غربية معروفة حاقدة على الإنتماء الحقيقي للأمة الجزائرية. ومن هذا المنطلق فإن ما يقوله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشأنه توقعاته للعلاقة الإقتصادية مع الجزائر، لا يعدو سوى أن يكون مجرد أمنية بعيدة المنال على الأقل.. إن لم نقل إنها مستحيلة التنفيذ، خاصة عندما يتعلق الأمر بإيران بالضبط التي ما يزال الكثير من هؤلاء المسؤولين الجزائريين ينظرون إليها بمنظار البلد المصدر للإرهاب أو على الأقل البلد الذي يمكن أن يجلب معه اللعنة لا لشيء سوى لأن القوة الأولى في هذا العالم الولاياتالمتحدةالأمريكية ما زالت ترى في إيران بلدا مصنعا للإرهاب ومشجعا له وبيتا له. عندما تزول هذه العوائق النفسية والذهنية، وعندما يزول أمثال هؤلاء يمكن للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أو أي رئيس إيراني قادم أن يحلم بحجم تبادلات اقتصادية مع الجزائر يفوق بكثير بل بأضعاف الأضعاف عن 11 مليار دولار التي يحلم بها نجاد وبوتفليقة.