لمح مسؤول بارز في قيادة حلف شمال الأطلسي أن قيادة هذا الحلف مرتاحة لقرار الجزائر الذي عبرت عنه مؤخرا على لسان وزيرها للخارجية محمد بجاوي، والقاضي برفض إقامة قواعد عسكرية على ترابها. وحسب الفريق الأول ريموند هانولت رئيس اللجنة العسكرية لمنظمة (الناتو)، فإن قيادة الحلف تحترم أمن وسيادة الجزائر، وقال في ندوة صحفية عقدها أمس الأول، بالجزائر، إن منظمة حلف الشمال الأطلسي على وعي تام بأسباب غيرة الجزائر على سيادتها، وهذه إشارة واضحة إلى التصريح الأخير لمحمد بجاوي للإذاعة الجزائرية بشأن موضوع إقامة قواعد عسكرية أمريكية في الصحراء الجزائرية، في إطار خطة أمريكية لمحاربة الإرهاب في الساحل الإفريقي والذي أنشأت له قيادة خاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية. هذا التصريح من مسؤول بارز في قيادة الناتو، الذي استقبل كذلك من طرف الوزير بجاوي، يفسر على أساس أن هذا الحلف العسكري تلقى بارتياح كبير قرار الجزائر، رغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أصلا عضو في هذا الحلف، لكن يبدو أن هناك حالة شد وجذب بين الأعضاء وخاصة بين الأعضاء الأوروبيين والولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تقول بعض التقارير إن علاقة حلف الناتو مع الولاياتالمتحدة يدرك أنها لم تعد، كما كانت قبل الحرب في العراق، وأن هناك تحولا في العلاقات بين أعضاء حلف الناتو، تدار هذه العلاقات بين الدول الأعضاء بصورة جديدة تحكمها المصالح التي تخضع لحسابات وتبادل وتوافق، منها ما هو معلن وما هو غير معلن. وحسب بعض المصادر، فقد أثبتت خبرة عدم إرسال الحلف لقوات عسكرية لمشاركة الولاياتالمتحدة في غزو العراق وجود فرصة لعلاقات استراتيجية مفتوحة بين المنطقة العربية وبين حلف الناتو بعيدا عن وجود شبح سيطرة الولاياتالمتحدة على سياسات واستراتيجيات حلف الناتو. وهذا هو بالضبط سر غبطة حلف الناتو من قرار الجزائر الأخير المعبر عنه على لسان وزير الخارجية محمد بجاوي يوم 3 مارس الجاري، والذي قال إن الجزائر لن تقبل أبدا بإقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها وأن ذلك مساس بسيادتها الوطنية، فريموند هانولت في الندوة الصحفية قد تطرق إلى هذا الموضوع خلال محادثاته مع رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم ووزير الخارجية محمد بجاوي وباقي المسؤولين العسكريين، حيث ذكر خلال هذه المحادثات تمكنه من الاطلاع على انشغالات وأهداف الجزائريين من وجهة نظر سياسية وعسكرية في إطار الحوار المتوسطي". من جهة أخرى، تحدث تقرير جديد نشرته أمس، وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" تحت عنوان: "الجزائر تقول لا لقيادة القوات الأمريكية في إفريقيا ولها أسباب"، جاء فيه أن الجزائر حذرة من الوجود العسكري الأمريكي، ويضيف التقرير أن الجزائر، بالرغم من أنها ترغب في أن تتلقى تأييدا ومساعدات من الولاياتالمتحدة في البناء الاقتصادي والعسكري، إلا أنها قلقة قلقا شديدا بدخول "الفيل إلى متجر الأواني الخزفية"، في إشارة إلى أن القبول بهذه القواعد العسكرية قد يؤدي إلى تهديم كل شيء. نسيم لكحل :[email protected]