تعتبر الهدية من بين الوسائل، التي تزيد في صلابة العلاقة بين الأفراد، وتوثق للحظات عديدة في الكثير من المناسبات بين الأشخاص، لكنها تختلف بين الأفراد من فرد لآخر، على حسب قدرته المادية أو ثقافته في هذا المجال، غير أن الكثير من الناس، يفضلونها مادية، تعني لهم الكثير إذا كانت غالية الثمن، لذا تنعدم ثقافة هدية الورود في المناسبات عند الفرد الجزائري، بل ولا يعترف بها أغلبهم، لأنها في اعتقادهم مجرد ورود تذبل مع مرور الوقت ولا توثق لتاريخها. الحديث في هذا الموضوع، يدفعنا إلى معرفة الآراء المختلفة للفرد الجزائري، وما يحمله من ثقافة في هذا المجال، وظهر بعد العديد من آراء الأفراد، أنهم لا يهتمون بتقديمها لشخص معين، وإن حدث فقد يكون في مناسبات قليلة، وربما أصبحت تقتصر على المراهقين حين يقدمونها في بعض المناسبات عل غرار عيد الحب، وهم ربما الجيل الذي أصبح يهتم بهدية الورد، كهدية رمزية لا تقاس بمقياس مادي، عكس ما كان في الماضي. كما يعتقد البعض، أن هدية الورود لا تساوي شيئا مقارنة بالمناسبة التي تهدى خلالها، سواء في الزواج أم في علاقات الحب بين شخصين، أم بين الأصدقاء وكذا بين الزوجين، وغيرها من المناسبات، التي تقدم فيها هذه الهدية الرمزية، بل وذهب البعض أبعد من هذا، فهم يعتقدون أن من يقبل على هذه الهدية الرمزية، هو في الأساس هروب من الهدايا المادية التي تسعد الطرف الآخر، فمهما كانت قيمة الورود عند شخص معين وحبه لها ولو كان من عشاقها، لن تكون قيمتها أكثر من هدية مادية قيمة، على غرار ساعة يد أو شيء من الذهب وغيرها، لذا تبقى الورود مجرد هدية تذبل مع الوقت ولا تؤرخ لهذه المناسبة السعيدة، فحبذا لو تكون هذه الورود مصاحبة لهدية مادية مهما كان شكلها أو قيمتها المادية، فهي تبقى أغلى من الورود عند الفرد الجزائري. غير أن هذا الرأي لا ينفي أن الكثير يهتمون بهذه الهدية، ويعتقدون أنها هدية ذات قيمة كبيرة، خاصة عندما تهدى في مناسبة معينة، وحبذا لو تكون مفاجأة لمن تقدم له، ويعتقدون أن من يطلب الهدية أن تكون مادية لا يهتم بالفعل بقدر ثمن الهدية، وهو شخص مادي في الأصل، كما أن الهدية، ليست من أجل الثراء أو زيادة في المال، هي في الأصل للذكرى حتى ولو كانت وردة، لأن قيمتها معنوية أكثر منها مادية، وهو المتعارف عليه في كل الأقطار.. لكن للأسف، أغلب الجزائريين، ينظرون إليها بمنظار مادي وليس معنويا، والدليل أنه حتى المريض في المستشفى يود لو تقدم له أشياء للأكل والشرب، أما الورود فلا قيمة لها عندهم، وهذا دليل على أن الجزائري، مهما كان مستواه أو وضعه، يراها قيمة مادية. وخلاصة قول الكثير، سواء ممن يرى الهدية مادية أم معنوية مثل الورود، أن الجزائري يفتقد ثقافة الهدية.