فتحت شبكات التواصل الاجتماعي الأبواب على مصراعيها، لظهور العديد من السلوكات المنحطة وكذا الممارسات المنحرفة، يتحكم فيها الكثير من الشباب المنحرف، حيث باتوا يترصدون هفوات وزلات الأشخاص في الفضاء الأزرق، من أجل النيل منهم والتشهير بهم، وظهرت الكثير من المواقع التي تستعمل في الابتزاز والضرب على وتر الشرف مقابل المال، والغريب أن هذه الجماعات الشريرة إن صح القول، تمارس هذه الأفعال علنا وحساباتها معروفة يعرفها العام والخاص، دون خوف ولا وجل، في غياب الرادع القانوني، الذي يحد من هذه الممارسات الشاذة من بعض الشواذ والمنحرفين. إن الحديث في هذه الموضوع لم يكن من باب الصدفة، ولا مجرد كلام لا يقوم على حجج، فقد حضرنا إلى قصص كثيرة، لمن وقعوا أو وقعن خاصة، في فخ هذه الشبكات الإجرامية، إن صح القول التي أصبحت اليوم، تمارس هذا الابتزاز علنا، ووصل الحال في الكثير من المرات إلى التعدي على من يحاول توقيف أو رفع شكوى ضد أصحاب هذه الحسابات، التي تروج لهذه الخدع في أشكال مختلفة، يقع فيها الكثير من الأشخاص يوميا، وخير دليل على هذه الظاهرة، ما حصل مع صحفية مؤخرا حين اعتدي عليها بالسلاح الأبيض في وضح النهار، من طرف شباب فضحت ممارساتهم في إحدى القنوات، وهذا دليل على أن مثل هؤلاء الحثالة مستمرون في الخوض في أعراض الناس علنا دون خوف. الغريب، أننا نسمع بوجود الرقابة على الجرائم الإلكترونية التي انتشرت منذ ظهور هذه الوسائط الاجتماعية، التي سهلت من عملية إيقاع الأشخاص في شباكها، سواء على علم أم دون علم، وكذا هناك مراقبة فورية على كل المحتويات، التي تنزل أو تنشر عبر الوسائط الاجتماعية التي أصبحت اليوم تعج بمفاسد الأخلاق قولا وفعلا، لكن للأسف رغم ما يقال هن هذه الرقابة، فالتشهير بأعراض الناس وتشويه أشخاصهم عبر هذه المحطات، لا يزال مستمرا، بل ويزيد من يوم إلى آخر في الكثير من المجالات، واتسعت رقعته، ومست الكثير من الأفراد بمختلف المستويات الاجتماعية، في غياب رادع قانوني يكون الفيصل في مثل هذه التجاوزات، لأن أغلبها تمس أعراض الناس وشرفهم. تحول هذا الفخ إن صح القول، إلى مصدر كسب للكثير من الشباب، خاصة حينما يتوصلون إلى صور حميمية أو أقوال أو فيديوهات، في وجود الكثير من وسائل القرصنة اليوم، وحولوا حياة الكثير من الأفراد إلى جحيم، حينما أوقعوهم في شباكهم، فليس من السهل على الواحد منا، نشر أسراره الحميمية ليس كلاما أو كتابة فقط، بل صورا أو فيديوهات موثقة في بعض الأماكن الخاصة، هذا ما يدفع بالكثير من الأفراد إلى الهرولة والخضوع إلى مطالب هؤلاء المرضى من الشباب، ووصلت الحال عند بعض الأفراد إلى دفع أموال كثيرة من أجل هذا. هي من الحيل الجديدة، التي استغلها الكثير من الحثالة، مستعينين في ذلك، بالوسائط الاجتماعية، التي سهلت لهم عملية الضرب على وتر الشرف والأعراض في غياب الرقابة.