تعتبر الجزائر من الدول القليلة، التي أولت اهتماما كبيرا بالنازحين واللاجئين في أراضيها، من أفارقة وسوريين ومن مختلف الجنسيات، فبعد توفير الإقامة وتسوية وثائق غالبيتهم، فتحت لأطفالهم أبواب مدارسها العمومية ومؤسسات التكوين المهني، للتعلم واكتساب مهارات، وهو المشروع الذي تشرف عليه شبكة حماية الطفولة "ندى" بالتنسيق مع المحافظة السامية للاّجئين. شرعت الجزائر خلال السنتين الأخيرتين، في إدماج اللاجئين وطالبي اللجوء على أراضيها في المجتمع، عن طريق ضمان التمدرس والتكوين لأطفالهم. وفي هذا الصدد تشرف شبكة حماية الطفولة "ندى" وبالتنسيق مع المحافظة السامية للاجئين التابعة لهيئة الأممالمتحدة، وضمن برنامج انطلق السنتين الأخيرتين بالجزائر، على إحصاء أطفال اللاجئين وطالبي اللجوء، لغرض إدماجهم في المدارس ومؤسسات التكوين المهني. والعملية انطلقت من الجزائر العاصمة، في انتظار تعميمها على باقي الولايات مستقبلا. وكشف منسق برنامج تمدرس اللاّجئين وطالبي اللجوء، بشبكة "ندى"، مراد خلوف في اتصال مع "الشروق"، بأن الشبكة ومنذ انطلاق هذا المشروع، ساهمت في ضمان التحاق 30 طفلا من طالبي اللجوء الأفارقة والسوريين بالجزائر، والذين تبلغ أعمارهم بين 3 الى 6 سنوات بالمدارس التحضيرية بالجزائر العاصمة. فيما تم إلحاق 440 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 16 سنة، بالأطوار التعليمية الثلاثة "ابتدائي ومتوسط وثانوي". كما حرصت الجمعية على إلحاق الشباب الأكبر سنا بمؤسسات التكوين المهني، وذلك بالتنسيق مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين. ولكن الإقبال كان ضعيفا نوعا ما، حيث التحق 9 رعايا فقط، بمختلف تخصصات التكوين المهني في الجزائر العاصمة. والعملية تتم، حسبه، عن طريق تنقل شبكة "ندى" إلى أماكن إقامة اللاجئين، لإحصائهم، ومحاولة تسوية وثائقهم بخصوص طلب اللجوء، ولأن غالبيتهم متمركزون بالجزائر العاصمة، فقد تم الانطلاق في هذا المشروع من هذه الولاية. وعن المستوى التعليمي للأطفال الأفارقة والسوريين في المدارس الجزائرية، ومدى استيعابهم للدروس في ظل ما يعانونه من غربة ومشاكل في التأقلم، قال محدثنا "غالبية الأطفال السوريين الملتحقين بمدارسنا متفوّقون في الدراسة، أما أطفال الأفارقة فيجدون صعوبة في التأقلم، ولكنهم يتحسّنون مع الوقت ". أما بخصوص الملتحقين بمؤسسات التكوين المهني، فكشف خلوف، أن غالبيتهم من الأفارقة، والنساء منهن تفضلن اختصاصات متعلقة برعاية الأطفال، حتى يلتحقن بعد تخرجهن بدور الحضانة أو يتوجهن لرعاية الأطفال بالمنازل، وأخريات تم تسجيلهم في اختصاص رعاية المسنين والمرضى بالمنازل.