أصبحت بلدة عين الدراهم التونسية التي تبعد على الحدود الجزائريةالتونسية بأقل من 12 كيلومترا ملاذا لمعظم الأندية الجزائرية وبالخصوص أندية الشرق التي تعمل ما في وسعها لكي تتربص فيها نظرا للمرافق الكثيرة التي تتوفر عليها المدينة إضافة إلى الأحوال الجوية التي تتمتع بها خصوصا في شهر أوت الذي يجري فيه الوفود الرياضية الجزائرية تربصاتها التحضيرية للموسم الجديد. تقع عين الدراهم في أقصى غرب تونس الشقيقة، وعلى ارتفاع حوالي 850 مترا، أحدثت المدينة يوم 28 جوان 1892 ، وهي تمتد على حوالي 345 هكتارا وتعد حوالي 800 ساكن، وتتمتع بغاباتها الكثيفة التي تحيط بها، وعروة المنطقة وقساوة مناخها جعلها باردة نوعا ما خلال فصل الصيف، وهو ما يجلب إليها عددا هاما من السياح خلال هذه الفترة، وأكثريتهم من الاندية التي تفضل التربص فيها عن باقي المناطق لتفادي الحرارة الكبيرة. حسن استقبال السكان سمة تجلب لهم السياح ولعل أهم ما يتميز به سكان المنطقة هو حسن استضافتهم للزائر، خاصة إذا علموا أنه من أصول جزائرية، حيث يعملون كل ما في وسعهم من أجل إرضائه وجعله يعود مرة أخرى إلى المنطقة التي تستفيد كثيرا من الزوار من الناحية المادية. مركب عين الدراهم قبلة للنوادي الجزائرية : يجلب المركب الرياضي الدولي لعين الدراهم إليه عددا هاما من الأندية العربية وعلى رأسها الأندية الجزائرية التي تلجأ إليه لتدارك التأخر المسجل في المركبات الرياضية في بلادنا، لكونه يحتوي على كامل المرافق الضرورية للقيام بالتحضيرات على أكمل وجه، وهو ما التمسناه خلال الزيارة التي قمنا بها إلى المدينة، والتي جعلتنا نقف على حجم الاستثمارات التي قام بها المسؤولون عليها لجعلها قبلة للنوادي الرياضية وملاذا لهم. ويبعد مركب عين دراهم عن المدينة بحوالي 3 كيلوميترات ونصف وبالضبط في الطريق المؤدي إلى مدينة جندوبة كما يبعد عن العاصمة تونس بحوالي 180 كلم ,وقد بدأ المركب نشاطه في شهر ماي من سنة 1994 ، وتبلغ مساحة هذا المركب 13 هكتار . ويحتوي مركب عين دراهم على عدة مرافق رياضية توضع تحت تصرف الفرق خلال تربصها ومن أهم هذه المرافق : --قاعة متعددة الاختصاصات للرياضات الجماعية والفردية --مضمار اصطناعي أولمبي 400 متر . --حمام بخاري --قاعة لتقوية العضلات --مسالك غابية مجاورة --6 ملاعب معشوشبة طبيعيا منها ثلاثة أرضيات رئيسية في حيز الاستغلال وواحد في طور الانجاز زيادة علي ذلك هناك. تكاليف انجاز المركب : بلغت تكاليف انجاز المركب الدولي لعين الدراهم 7 مليار دينار تونسي ما يعادل 42 مليار دينار جزائري ، كما أن المبلغ قابل للارتفاع وذلك بإضافة مشاريع أخرى على هذا المركب تقدر تكلفتها بحوالي مليارين ونصف دينار تونسي والتي سترفع من الخدمات وقد أكد لنا مسؤولو المركب أنهم يسعون إلى تسوية مشكل الإيواء للرياضيين الذين يتربصون في المركب، يضاف إليه مشكل إطعام الوفود التي تتنقل إلى المدينة، وهو ما يقوم به حاليا كل من فندق الريحانة الذي لا يبعد عن المركب كثيرا ، وهو ما يجلب إليه أكبر عدد من الوفود مقارنة بفندق نور العين الذي يبعد عن مدينة عين دراهم ب2 كلم. تكاليف التربص : لا يكلف مركب عين الدراهم الأندية التي تتربص فيه كثيرا، إذا قارنا التكاليف الباهضة التي قد تتكلفها تربصات الأندية في أحد البلدان الأوروبية على غرار مولودية الجزائر التي تربصت في إيطاليا، واتحاد العاصمة التي تتربص حاليا في فرنسا، وهو ما جعل الأندية الجزائرية تفضل التنقل إلى تونس عوض الأخذ بالخيارات الأخرى، وهو ما جعل حتى الأندية التونسية المعروفة تفضل التربص فيه، كما أن تشابه المناخ بين البلدان العربية والإفريقية جعله محل اهتمام المسؤولين على الكرة فيها. ---التعريفة الخاصة بالمركب : بغض النظر عن تكاليف لفندقة التي يضمنها فندقي الريحانة ونور العين اللذان سبق ذكرهما، اتصلنا بمسؤولي المركب وتمكنا من جمع البيانات التالية : تكلفة الملعب الرئيسي المعشوشب طبيعيا: 100 دينار تونسي للحصة الواحدة أي ما يعادل مدة ساعة ونصف . الملعب المعشوشب الفرعي 50 دينار لساعة ونصف كذلك. القاعة المغطاة ‹كرة اليد –كرة السلة –كرة الطائرة ›50 دينار لمدة ساعة ونصف أيضا . قاعات خاصة بالجيدو والمصارعة والملاكمة وكذا رفع الأثقال - 30 دينار تونسي لمدة ساعة ونصف . قاعة تقوية العضلات والتي تستعملها جل الفرق خلال مدة التربص تقدر تكلفة ساعة ونصف من الزمن ب50 دينار المضمار الاصطناعي 30 دينار لنفس المدة السابقة . حجرات للملابس اضافة الي حمامات مجهزة للاعبين بعد فراغهم من التدريبات 25 دينار . حمام بخاري + دوش 70 دينار للساعة الواحدة . أول المتربصين الجزائريين في تونس كانت الأندية الجزائرية الأولى التي تنقلت إلى مركب عين الدراهم لأجراء تربصاتها المغلقة، فاتحاد عنابة واتحاد عين البيضاء هما أول فريقين يتربصان في المركب وقد قيم مسؤولو الفريقين تربهما آنذاك بالجيد سيما وان نظراءهم التونسيين سهروا على توفير جميع الظروف التي تسمح لهم بالعودة مجددا خلال المواسم المقبلة. وبعد أندية الشرق الجزائري، بدأت أندية الغرب تحضر بقوة إلى عين الدراهم، على غرار مولودية وهران وجمعية الشلف التي تربصت هذا الموسم لرابع مرة لها في هذا المركب وأكد مسؤولوها على أنه الأمثل للتحضير للموسم الجديد. الأندية التي تربصت بالمركب هذا الموسم: وعلى غرار المولودية الوهرانية وجمعية الشلف، نجد أن الأندية الجزائرية بدأت في الحجز منذ مدة بعيدة عن تاريخ وصولها إلى مدينة عين الدراهم لتخوفها من أن تجد الأماكن محجوزة، ومن بين هذه الأندية نجد : المنتخب السعودي لناشئين، نادي الحزم السعودي، جمعية الشلف، شبيبة بجاية، أهلي برج بوعريريج، مولودية باتنة ، المنتخب الوطني الليبي ، المنتحب الإماراتي لألعاب القوى، شبيبة سكيكدة مسئولو الأندية الجزائرية يتحدثون عن المركب : رشيد بلحوت مدرب جمعية الشلف : "حقيقة وقفنا على إمكانيات مادية وبشرية لا يستهان بها، فبغض النظر عن حسن الاستقبال والضيافة التي حضينا بها، فقد وفر لنا التونسيون كامل شروط العمل والاسترجاع على غرار الملاعب المعشوشبة طبيعيا، والتي نستطيع أن نؤكد أنها ذات جودة عالية، إضافة إلى الفنادق التي تتوفر على كامل وسائل الراحة" خزار مدرب شبيبة بجاية "لا يمكن أن ننفي أن مركب عين الدراهم يحتوي على وسائل العمل التي نراها جد ضرورية لإجراء تربصاتنا، فالغابات متوفرة لإجراء التحضير البدني للاعبين يضاف إليها الملاعب المعشوشبة طبيعيا كما أن الطقس ليس حارا وهو ما يسمح لنا برمجة الحصص التدريبية في الصباح وفي المساء" ياسين رئيس وفد أهلي البرج : "وجودنا هنا في عين الدراهم ليس صدفة، لقد درسنا الأمور كما يجب الحال، وارتأينا إلى أنه المكان الأمثل لإجراء تربصنا المغلق، نظرا للإمكانيات الهامة التي يتوفر عليها هذا المكان، كما أن تواجد معظم الأندية هنا جعلنا نتحفز للتنقل إلى عين الدراهم لان ذلك سمح لنا بإجراء المواجهات الودية ضدها وهو ما قد يشجعنا على القدوم إليه في مناسبات أخرى " تونس: صابر لعروسي