لئن ساهمت الصحافة في رسم صور نمطية لرؤساء الأحزاب في الجزائر، كل حسب توجهه السياسي ومواقفه مما يجري في البلاد من أحداث وحوادث، فإن جمهور الجزائريين ما زال يفتقد لمعلومات وافية عن الحياة الخاصة لهذه الشريحة من " قادة الرأي"، وقد تولد هذا الفضول بسبب أن الكثير من الجزائريين يعتقدون أن قادة الأحزاب عندنا هم برتبة "مسؤولي الدولة مثلهم مثل الوزراء، مادام التلفزيون ينقل تحركاتهم ويتم تكليف رجال الأمن بحمايتهم". وفي الاستطلاع الذي أجرته " الشروق اليومي" لمعرفة جانب من جوانب حياة رؤساء الأحزاب وهو العطلة الصيفية، تبين أن هناك من خرج في عطلة فعلا فأغلق هو ومساعدوه هواتفهم النقالة هربا من "الإزعاج"، كما هو الشأن مع الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيي ورئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني وزعيم الأرسيدي سعيد سعدي، بينما اتضح أن هناك من اختار العطلة لإعادة ترتيب البيت تحسبا للمواعيد السياسية القادمة، كما يجري مع عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، وهناك أيضا من خرج عن المألوف كما هو الشأن مع حنون التي ستنهي فصل الصيف بالعمل كقاضية والشيخ جاب الله الهاوي للسباحة في أعالي البحار. حنون: عطلة سياسية في نيو أورليانز لويزة حنون زعيمة حزب العمال، " لم يكن لديها حظ هذا الصيف في أخذ قسط من الراحة ولو لأسبوع واحد"، بحسب ما كشف عنه السيد تعزيبت مسؤول الإعلام على مستوى الحزب في اتصال مع " الشروق اليومي"، ونظرا لأن أغلب إطارات حزب العمال قد خرجوا في عطل تتراوح مدتها بين 10 و15 يوما، فقد اختارت حنون أن تقضي عطلتها في المقر المركزي للحزب. وفي العادة يقول السيد تعزيبت، فإن " لويزة حنون تفضل في الصيف زيارة عائلتها الكبيرة بعنابة والصغيرة بالجزائر العاصمة". لكن المثير في عطلة حنون هذا الصيف يتمثل في كونها ستتحول إلى قاضية ليست في الجزائر وإنما في مقاطعة نيوأورليانز بالولايات المتحدةالأمريكية، ومن الطريف أن تشرف حنون نهاية شهر أوت الجاري على محاكمة مسؤولين أمريكيين يتهمهم السود في مدينة نيوأورليانز، التي ضربها إعصار كاترينا عام 2005، بإهمالهم في تلك الكارثة وتركيز جهودهم على إنقاذ الأمريكيين من جنس أبيض، وعندما سألنا السيد تعزيبت عن السر وراء اختيار الأمينة العام لحزب العمال لهذه المهمة، أوضح المتحدث أن " حنون لديها أصدقاء من حركة السود في أمريكا يعلمون بنضالها السياسي فطلبوا منها أن ترأس شرفيا هذه المحكمة". بلخادم: مشغول على مدار العام أما عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني والذي يشغل منصب رئيس الحكومة في الوقت نفسه، فقد وجدنا صعوبة كبيرة في انتزاع بعض المعلومات من الناطق الرسمي باسم الحزب السعيد بوحجة عن الكيفية التي يقضي بها بلخادم عطلته هذا الصيف، وفضل بوحجة الإجابة ب" لا" على أغلب أسئلتنا، فعندما سئل بوحجة هل خرج السيد بلخادم في عطلة، أجابنا " لا ..بلخادم ليس له عطلة محددة"، وعندما سئل إن كان بلخادم يقصد شواطئ البحر للاستجمام، أجاب بوحجة "لا أعتقد أنه يحب الذهاب إلى البحر"، وعندما سألنا عن مشاغل بلخادم التي تحرمه من العطلة، قال بوحجة " لا..هناك عمل كثير على مستوى الحزب فنحن نحضر للندوة الوطنية لإطارات جبهة التحرير نهاية شهر أوت الجاري"، وعندما قلنا للسعيد بوحجة أن هذا الكلام يعني أن عطلة بلخادم مؤجلة إلى إشعار آخر، أجاب " لا.. اسألني أين أقضي أنا عطلتي أما بلخادم فلا أعلم أين سيذهب !!". جاب الله: سباح في أعماق البحار وفيما يتعلق بالشيخ عبد الله جاب، فرغم غرقه في بحر الصراع مع التقويميين، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يمارس هوايته المفضلة وهي السباحة في أعماق البحار على متن زوارق صيد صغيرة، وفي هذا السياق كشف ذراعه الأيمن لخضر بن خلاف في اتصال مع " الشروق اليومي" أن " الشيخ جاب الله من عادته قضاء العطلة عند والديه في سكيكدة وهي لا تتجاوز 10 أيام في الغالب، كما أنه يستغل الفرصة للقاء بعض الأصدقاء القدامى في العمل الدعوي"، وحسب بن خلاف فإن " جاب الله سباح ماهر ويقوم في العادة بجولات في أعماق البحر، وهذه السنة قصد شاطئ شطايبي بعنابة وسواحل سكيكدة، ووصلت معه على متن زورق أحد الأصدقاء إلى مكان في البحر بعمق يفوق 60 مترا". رمضان بلعمري:[email protected]