دشن مسلسل "فتح الأندلس" الذي يجري تصويره تحسبا لعرضه في شهر رمضان المقبل جدلا كبيرا بين المغاربة والجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي حول نسبة فاتح الأندلس طارق بن زياد. واتهم معلقون جزائريون صناع المسلسل بسرقة تاريخ الجزائر لأنهم لم ينسبوا طارق بن زياد للجزائر. وذهب المغردون لحد مطالبة الوزيرة بن دودة بالتدخل وحسم الجدل و"" _الأيادي الخارجية التي تحاول طمس وتشويه وتزوير تاريخ الجزائر"و استعانة البعض بمقتطفات من كتب تاريخية منها كتاب لابن خلدون لإثبات ما ذهبوا إليه. حيث كتب احدهم مثلا " طارق بن زياد قائد عسكري جزائري من قبيلة ورفجومة النفزية بجبال لأوراس بالدلائل القاطعة من المصادر والمراجع التاريخية". ورد المغاربة بهشاق مماثل يتهم الجزائريون بالتعدى على تاريخ غيرهم هذا الجدل الذي استقطب رواد الموقع الأزرق دفع صناع العمل للرد حيث قال المخرج محمد العنزي، ب هاشتاغات بعنوان: طارق بن زياد مسلم فقط لا غير." واعتبر ما يكتب وما يقال حاليا عن المسلسل قبل عرضه محاولة لتكسير العمل وتشويه سمعة الفاتح طارق ابن زياد". ومحاولات البعض تحجيم قادة إسلاميين مثل طارق بن زياد بأقاليم حددها لنا اتفاق سايكس بيكو لن تفيد. إن طارق وغيره من قادتنا هم إرث لأمّة المليار ونصف المليار مسلم لا دولة معينة أو إقليم". وصل جدل العمل إلى القنوات حيث أفاد محمد الأمين بلغيث، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "المصادر الأولية التي تتحدث عن الفتوحات الإسلامية حول فتح بلاد المغرب كلها تجمع على أن الرجل هو طارق بن زياد بن عبد الله ونسبته إلى قبيلة لواتة الضاربة في كل ليبيا الآن، والثابت أن الرجل أسلم في فترة مبكرة ما يعني أن والده وجده يحملان ألقابا عربية ويتضح هذا من اسمه واسم أبيه واسم جده". في حين قال المؤرخ المغربي محمد عبد الوهاب رفيقي إن "الجدل المثار حول هوية طارق بن زياد في مسلسل فتح الأندلس يتضمن كثيرا من المزايدة وكثيرا من التعصب المذموم". وأضاف في تصريحات لذات الموقع أن "شخصية طارق بن زياد في التاريخ الإسلامي ليست بقدر كاف من الوضوح من حيث هويتها وأصولها، وهناك اختلاف في القبيلة التي ينتسب إليها إن كانت هي قبيلة نفزة الموجودة في طرابلس أو المغرب الأقصى". وأوضح المتحدث أن "موضوع أصول طارق بن زياد معلوم أنه من الخلاف المشهور بين المؤرخين، وعليه فإن ادعاء أي طرف في نسبته إليه به نوع من المزايدة، والمهم ليس هو هوية الشخص وإنما المفترض تسليط الضوء على ما قدمه من أعمال وإنجازات وتقييمها تقييما موضوعيا بعيدا عن العصبيات الزائدة". وبينما يرى المؤرخ السوري محمد مرعي أن "طارق بن زياد يرجح بأنه جزائري أمازيغي لم يكن يتقن العربية"، يقول أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفي، إن "الفترة التي عاش بها طارق بن زياد لم تكن تعرف الحدود السياسية بين الدول التي نعرفها اليوم ولا يمكن الجزم بانتمائه لدولة ما دون غيرها، لكنه في العموم قائد إسلامي أصوله بربرية". للإشارة، يصور المسلسل الذي ينتظر أن تعرضه قناة أم بي سي في رمضان القادم بين بيروت وتركيا وهو من بين أضخم الإنتاجات المقررة لرمضان هذه السنة. ويجمع العمل بين عدد من النجوم على غرار السوري سهيل جباعي الذي يجسد شخصية طارق ابن زياد والفنان المغربي هشام بهلول في شخصية شداد صديق طارق بن زياد وذراعه اليمنى وقائد جيوشه، الى جانب تيسير إدريس وجاسم النبهان وروبين عيسى وبيار داغر.