أكد معظم الناشرين الذين تحدثنا إليهم أن معرض الكتاب الذي اختتم فعالياته بعد أسبوع من النشاطات أنه ورغم الإقبال المحتشم الذي سجله فإن تنظيمه في حد ذاته يعتبر تحديا خاصة وأنه يأتي بعد قرابة عام من الإغلاق الذي فرضه وباء كوفيد 19 وكان الكتاب القطاع الأكثر تضررا من هذه الوضعية. قال مهند الجهماني إن تنظيم معرض وطني للكتاب في هذه الظروف يعتبر تحيدا كبيرا ومغامرة إيجابية تعتبر بمثابة محاولة لإعادة الحياة وإنعاش القطاع الذي تضرر كثيرا من الإغلاق الذي فرضه الوباء العالمي، واعتبر المتحدث أن المعرض الذي أعيد بعثه بعد انقطاع بإمكانه أن يكون بداية لتنظيم صالونات جهوية تساهم من جهة في الترويج للكتاب ومن جهة أخرى تساهم في فكّ العزلة الثقافة عن عديد مدن الوطن. من جهته اعتبر رئيس منظمة الناشرين مصطفى قلا بأن المعرض ناجحا بكل المقاييس حيث حاول الفريق المنظمة تسطير برنامج مهني يراعي احتياجات المهينين ويطرح أبرز إشكاليات القطاع إلى جانب السهر على احترام البرتوكول الصحي الذي وقع عليه المشاركون قبل انطلاق المعرض وقال قلاب في حديث للشروق أنه ورغم الإقبال المحتشم للجمهور نتيجة الوضع الصحي والاقتصادي لكن يمكن اعتبار أن المعرض لم يكن خسارة حتى من الناحية الاقتصادية بحيث تمكن من استقطاب القارئ الحقيقي وجمهور خاص، وفي للكتاب حتى في أصعب الظروف، حيث استقطب المعرض قراء جاؤوا من الولايات الداخلية وقطعوا مسافات من أجل البحث عن الكتب. في السياق ذاته قال مدير منشورات الوطن كمال قرور أن المعرض بادرة إيجابية لمحاولة إنعاش القطاع حتى وإن لم يحقق هدفه الاقتصادي لكنه يؤكد أن بقاء الناشرين ومهني الكتاب قيد المقاومة وحده إنجاز يستحق التنويه. واعتبر مدير دار ضمة عبد الفتاح بوشندوقة أن مشاركة الدار كانت ايجابية في المعرض، حيث قدمت30 إصدارا جديدا رغم ظروف الوباء تنوعت بين الرواية والدراسات والترجمة وغيرها وقد عرف جناح الدار حضورا مميزا لقراء يأتون قصدا لكتب معينة أي قارئ يعرف منذ البداية ماذا يريد واعتبر عبد الفتاح أن الاعتماد على الوسائط الاجتماعية في الترويج للكتاب شيء إيجابي جدا ساهم من توصيل الكتاب إلى مستحقيه والباحثين عنه والإشهار للمعرض وأكد المتحدث أن من يراهن على التكنولوجيا في قتل الكتاب الورقي مخطئ لأنه يمكن استعمال التكنولوجيا في الترويج للكتاب وقد عرف جناح الدار يقول مدير ضمة إقبال متنوع لمختلف شرائح القراء لكن تبقى الرواية على رأس المبيعات خاصة الرواية الأخيرة للحبيب السايح "ما رواه الرئيس" ورواية رامبو الحبشي. مديرة دار الاختلاف الدكتور آسيا موساي من جهتها اعتبرت تنظيم المعرض في حد ذاته مغامرة مجهولة تشكر عليها وزارة الثقافة وتشكر عليها المنظمة، فقد حقق المعرض تقول آسيا أكثر مما كان متوقعا منه بالنظر للظروف الصعبة صحيا واقتصاديا، ورغم الإقبال المتواضع لكنه كان إقبالا نوعيا لقارئ حقيقي يبحث عن الكتاب تحت أي ظرف. ورغم أن الاختلاف أجلت جل مشاريعها للنشر جراء ظروف الغلق لكن الجناح خرف إقبال قراء يبحثون عن الكتاب الأكاديمي المتخصص في النقد والفلسفة، لكن تبقى الرواية في مقدمة المبيعات وتبقى الأسماء الكبيرة في الصدارة في جناح الدار على غرار أمين الزاوي ربيعة جلطي سعيد خطيبي وسمير قسيمي، كما عرفت رواية "السيد لا أحد" مبيعات كبيرة نظرا لكونها وصلت للقائمة جوائز نجيب محفوظ. ونوّهت الدكتورة موساي بدور الوسائط الاجتماعية في الترويج للكتاب ودعت إلى الاستفادة من هذه الميزة واستغلالها في اتجاه يخدم القراءة والكتاب. هذا وكانت الوزيرة بن دودة قد أشارت لدى زيارتها للمعرض إلى سعي الوزارة إلى تنظيم معارض في ولايات أخرى "حيث كانت الوزارة في وقت سابق قد تبنت مقترح للمنظمة الناشرين لتنظيم سلسلة من المعارض الجهوية عبر 29 ولاية.