يعتقد مجموع الناشرين الجزائريين الذي شاركوا مؤخرا في فعاليات الطبعة ال18 للصالون الدولي للكتاب ، أن هذه الفعالية بقدر ما كانت طبعتها الأخيرة هذه أحسن بكثير من سابقيها بدليل ارتفاع عدد الناشرين المشاركين من داخل و خارج الوطن و كذا تحسن نوعية الكتب المعروضة و مضامينها ، بقدر ما هي تنتظر لاحقا المزيد من الإضافات و تفتقر لبعض الضروريات التي يطمحون لتحققها خاصة و أن و الصالون الدولي للكتاب على أبواب طبعته العشرين . حيث و رغم اعترافه بأن الطبعة الماضية للصالون كانت أحسن من سابقيها، يقول مدير دار "جسور" منير بن مهيدي، إلا أن ما سجلته من نقائص على غرار غياب الكتاب الالكتروني يسيئ كثيرا لمعرض بحجم معرض الجزائر الدولي للكتاب خاصة يضيف في عصرنا الحالي حيث من المفترض أن يخصص له جناحا بالكامل ما يتيح للقارئ و الزائر فرصة التعرف عليه من قرب، و هو الأمر الذي لم يتفطن له كافة الناشرين بالصالون الذي قارب عددهم الألف ناشر. ما أساء للمعرض يرى مسؤول دار جسور للنشر هو أيضا غياب العدل في تقسيم الأجنحة، مشيرا إلى بعض الناشرين الذين يتمركزون في كل مرة بالجناح المركزي ، هذا ما سجل حسبه خللا على مستوى الصالون، داعيا في طبعات لاحقة إلى ضرورة إعادة النظر في توزيع الجناح المركزي و هذا بتقسيم الأدوار على الناشرين في كل عام، و ما يرغب مدير دار جسور استدراكه في الطبعة اللاحقة هو تغيير نشاط تلك الفضاءات الأدبية التي يرى أنها أخذت مساحة كبيرة بدون فعالية مذكورة، هذا دون إهمال عنصر الإعلام مع الاستعانة بوسائله من أجل البث المباشر لفعاليات الصالون، ، آملا في الحفاظ على تلك الفترة التي تم فيها تنظيم المعرض بحكم تزامنها و عطلة الأربع أيام التي اعتبرها فترة الذروة حيث استقرت البرامج الدراسية، كما أتاحت الفرصة للقاطنين في ولايات بعيدة التنقل نحو المعرض، مؤكدا هنا على أن الصالون الدولي للكتاب ليس معرض الجزائر العاصمة، و هذا ما يتطلب الأخذ بعين الاعتبار فترة تنظيمه، و للتحقق من عدد زائري المعرض الحقيقين طالب ذات المتحدث بضرورة اعتماد استبيانات من طرف المنظمين، آملا أيضا في تخصيص جوائز لتشجيع الناشر و القارئ . لم يختلف مدير دار الكتاب العربي "مهند الجهماني"، مع نظيره "منير بن مهيدي"، عندما أكد لنا أن الطبعة الثامنة عشر سجلت الكثير من النقاط الايجابية التي اعتبرها مؤشرا لبداية الاحترافية، هذا بحكم الإقبال الكبير للزوار و ليس للقراء _يؤكد_ الجهماني لأن الإقبال كان على الممرات أكثر منه على الأجنحة و لكن و بالتراكم يقول محدثنا سيتكون القارئ الحقيقي، ما تفاءل له أيضا صاحب دار الكتاب العربي للنشر و الطباعة، هو تطور اهتمامات الناشر الذي لم يصبح همه الوحيد بيع الكتاب و فقط، حيث بات شكل تقديم الكتاب للقارئ و تحسين صورة الجناح و مظهر الدار من أولويات عرض الكتب، و هي الأمور التي من شانها أن تقرب الزائر نحو الجناح و تفتح له الشهية في تصفح الإصدارات المعروضة بأحسن شكل ، هذا و لأن المعرض لازال حديث البنية، يقول الجهماني فقد شهدت طبعته ال18 بعض النقائص التي يطمح لتجاوزها في طبعات لاحقة، فعلى غرار الدور التي تم إقصاؤها يذكر محدثنا فقد شهد المعرض أيضا خللا في التنظيم على مستوى بعض النقاط ذكر منها، عدم مراعاة خصوصيات إصدارات كل دار نشر داعيا في الطبعة القادمة إلى ضرورة توزيع الناشرين حسب اختصاصات إصداراتهم و تقريب كل اختصاص من الذي يشبهه مع الاهتمام بقائمة البيانات، هذا ما يسهل حسبه عملية البحث عن المراجع بشكل يجعل الصالون يقترب من الاحترافية، خاصة إذا ما تم تدعيمه بالعامل الإلكتروني أيضا الذي سيضمن الكثير من التسهيلات. و لأن معرض الجزائر الدولي للكتاب يعتبر واجهة البلد، يؤكد صاحب دار شهاب للنشر "عز الدين قفي"، كان من الضروري الاهتمام بكافة التفاصيل، و التفكير في حل يضمن إرضاء كافة الأطراف، و بدل إقامة معرض دولي في السافاكس يرى مدير دار شهاب، كان من الأجدر التفكير في مكان أوسع و أكثر ملائمة يريح الناشرين من إشكالية التسابق نحو الجناح المركزي، معتبرا أن حل الإشكالية يكمن في انتقال الصالون من السافاكس نحو منطقة سيدي عبد الله بتخصيصه مساحة 20 ألف مربع في كل طبق، هذا ما يسمح حسبه بتكافئ الفرص في تقسيم الأجنحة لكافة الناشرين و تخليصهم من مشكلة الجناح المركزي، و عن ذات المسألة، اعتبر مدير نشر دار الفكر العربي ياسر مزيان أن تداول الأدوار بين الناشرين واستحداث ملاحق و صيغ جديدة في الطبعة القادمة، هو ما يضمن رضاهم، قائلا "للجزائر الجديدة" أن فترة تنظيم الصالون كانت جد مثالية سمحت بتحقيق أرقام قياسية لعدد الزوار خاصة يوم أول محرم الذي شهد _حسبه_ توافد منقطع النظير الأمر الذي تطلب إضافة عدد العمال و زيادة ساعة أخرى من الزمن . إذن كان العامل الالكتروني، إشكالية الجناح المركزي، عدم مراعاة اختصاص إصدارات كل دار في عملية توزيع الأجنحة، ثم البحث عن القارئ الحقيقي، و موضوع البيانات، نقاط افتقرت إليها الطبعة 18 لصالون الجزائر الدولي للكتاب التي قضت نحبها منذ أيام معدودات، أرادت الجزائر الجديدة العودة إليها ليس من اجل إعادة إحيائها، و لكن لتسجيل عبر استطلاعها مع بعض ممن تحدثت إليهم من ناشرين، ما يرغب هؤلاء في تغيره و تصحيحه لاحقا في معرض دولي و ما يمثله من حضور ثقافي كبير.