أيام معدودات وتنتهي العطلة الصيفية ويحزم التلاميذ محافظهم ويشدون الرحال نحو مدارسهم، ليتحمل الأولياء العبء الأكبر من الدخول المدرسي، فمن شراء ملابس جديدة إلى اقتناء الأدوات المدرسية والمحافظ وصولا إلى توفير الكتب المدرسية التي أخذت لها مكانة كبيرة في حياة المتمدرسين في ظل التغيير في برامج الدراسة..فالكتب كثيرة هذه السنة وأثمانها ليست بالهينة، إلا أنها لم تحط الرحال بعد على رفوف المكتبات، ليبق ديوان المطبوعات المدرسية المكلف الوحيد بتوزيعها عبر الوطن. على مقربة من الدخول المدرسي يقصد التلاميذ وأولياؤهم مختلف المكتبات بحثا عن الكتب وفي جولة استطلاعية قادتنا لبعض مكتبات العاصمة لاحظنا خلوها جميعا من أي كتاب مدرسي مقرر على التلاميذ وهو ما جعل أصحابها يتذمرون في ظل التوافد الكبير للأولياء بحثا عنها و التأخر في توزيعها. وفي هذا السياق، أكد لنا السيد "علي باي عبد الرحمان" مسير مكتبة العالم الثالث بنهج الأمير عبد القادر، عدم تلقيه أي كتاب مدرسي لحد الساعة، وأن مشكل التوزيع - حسب المتحدث - مطروح كل سنة، ليضيف بأنه اتصل بالجهات المسؤولة للاستفسار عن الأمر، ليطمئنوه كل مرة عن قرب وصولها. و قد أحصى لنا السيد علي باي حوالي 50 مواطنا يقصد مكتبته يوميا للسؤال عنها، حيث تصادف وجودنا بالمكتبة دخول العديد منهم مثل السيد فضيل الذي أخبرنا بأنه أراد شراء الكتب لأولاده باكرا ليطلعوا عليها. كما تطرق السيد علي باي إلى نقطة مهمة تتمثل في غياب ثقافة ولوج المكتبات عند الأطفال، معتبرا أن توزيع الكتب المدرسية على المكتبات سيساهم بشكل فعال في تنمية هذه الثقافة، فعندما يدخل التلميذ مكتبة خاصة لشراء كتابه المدرسي فربما تشد نظره قصة أو كتابا جميلا فيتصفحه، وعليه سيداوم على التردد على المكتبات. و يضيف المتحدث بأن توزيع الكتب على المكتبات يساهم في القضاء على ظاهرة بيعها في الأسواق الموازية مع المضاربة في الأسعار. بعدها توجهنا إلى مكتبة "العالمية" بشارع ديدوش مراد، حيث أخبرنا صاحبها بأنهم لم يتلقوا الكتب المدرسية بعد، وأن هناك من المواطنين من يأتي للسؤال عنها منذ مدة..نفس الإجابة تلقيناها من مختلف المكتبات التي زرناها، على الرغم من تعليمة وزير التربية، بوبكر بن بوزيد بتوزيع الكتب المدرسية المقررة قبل الدخول المدرسي اجتنابا للتأخر الذي حصل العام الفارط. وجهتنا التالية كانت ديوان المطبوعات المدرسية لنفاجأ باكتظاظه بالمواطنين نساء ورجالا و حتى أطفالا فالكل جاء لاقتناء الكتب، لأنها متوفرة و منذ مدة بالديوان و إن كانت تنقص بعض العناوين ككتاب التاريخ و الرياضيات لسوء التوزيع. و في هذا الإطار، يقول السيد "ربعي محمد الطاهر"، عامل بالديوان، بأنهم يستقبلون يوميا أكثر من 600 مواطن يوميا من مختلف جهات الوطن. و عن أسعارها يضيف المتحدث بأنها منخفضة حتما مقارنة بأسعارها في الأسواق الموازية، و هي نفس الإجابة التي تلقيناها من المواطنيْن حسين ومصطفى الذيْن اقتنيا ما يلزم أولادهما المتمدرسين، وإن أعابا على الديوان عدم وجود لافتة تدل على موقعه. غير أن ذوي الدخل المنخفض سيشتكون حتما من الأسعار، فمثلا كتب السنة الأولى ابتدائي تتجاوز ال 1000 دينار جزائري، أما كتب النهائي فتقارب ال 3000 دينار شعبة العلوم الطبيعية.. وقد بدأت العائلات تتوافد على الديوان حسب السيد طاجين أحمد أشهر جوان وجويلية وأوت رغم أن أبوابه مفتوحة طول السنة. لكن ما لاحظناه استغراب المواطنين من عدد الكتب الكبير المقرر لكل سنة وأن بعضها مكون من جزأين، فأحد الآباء تعجب لما أخبره عامل بالديوان بأن السنة الثالثة ابتدائي لهم 9 كتب كاملة تصل إلى 1600 دج، فكيف سيكون رد فعله إن علم بأن السنة الأولى ابتدائي لديهم 6 كتب. و ما لاحظناه كذلك دخول كتب جديدة منها كتاب الأمازيغية الذي أضيف لثماني كتب مقررة للسنة الخامسة ابتدائي و التي سيتغير برنامجها هذه السنة، كما أن مقرر السنة النهائية هو الأخر سيتغير هذا العام و عليه ستكون كل الكتب جديدة و سيزيد عددها، فالنهائي أدبي لهم 9 كتب أما العلمي ف 12 كتابا. نادية سليماني