شنَّ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هجومًا حادًا على حزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله، ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، معربًا عن ثقته في أن "الله سيهزمهما". وفي خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة، قال القرضاوي، الجمعة "إن حزب الله الحقيقي لا ينصر الظالمين أبدًا، هذا حزب الشيطان"، في إشارة إلى تهديد الحزب الثلاثاء الماضي بتدخل محتمل مباشر له ولإيران بسوريا لدعم نظام بشار الأسد ضد قوات المعارضة السورية. وتابع: "لو كان حزب لله لنصر أهل الحق على أهل الباطل، لنصر الشعب السوري على حكامه الظالمين، لكن هذا حزب الشر، حزب الطغيان". وأضاف: "هؤلاء الذين يقاتلون من أجل حاكم ظالم يقتل كل يوم مئات من شعبه، هذا حزب لا مكان للخير فيه، ولا مكان لله فيه، ولا مكان للدين فيه.. إنه شر على شر". ويأتي حديث القرضاوي على خلفية خطاب حسن نصر الله الثلاثاء، الذي قال فيه إن نظام بشار الأسد "لن يسقط عسكريًّا". وفي إشارة إلى احتمال تدخل إيران، حليف الأسد، أضاف: "لسوريا في المنطقة والعالم أصدقاء حقيقيون لن يسمحوا بأن تسقط بيد أمريكا أو إسرائيل أو في يد الجماعات التكفيرية". في هذا الصدد، قال القرضاوي في خطبته: "وقف حسن نصر الله يباهي بأنه سيقاتل ويبعث بالآلاف من جنوده يقاتلون في سوريا، سيبوء هو وجيشه بالخسران، سيهزمه الله، سيأخذه الله أخذ عزيز مقتدر، لأنه يقاتل في سبيل الطاغوت". ودعا العرب والمجتمع الدولي إلى دعم الشعب السوري في مواجهة نظام بشار الأسد وحلفائه من إيران وحزب الله، قائلا : "لا بد للشعب السوري أن ينتصر، ولابد لأهل القوة في العالم أن ينتصروا لهم". وتابع: "نريد من العالم من المجتمع الدولي، من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكل القادرين أن يقفوا ضد هؤلاء الذين يحاربون (قوات المعارضة) في سوريا". ومضى قائلا: "سوريا يحارب فيها النظام الحاكم الظالم ويسانده الإيرانيون بالأسلحة وبالمال.. ويساندونه بالرجال الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين من عناصر حزب الله ". وتعرض القرضاوي في خطبته للأوضاع في العراق في ظل حكومة نوري المالكي. وهاجم المالكي بقوله: "ابتلي العراق برجل أصبح حاكمًا له رغم أنفه، الناس يكرهونه ويلعنونه لكثرة ما فعل بهم، يفعل أفاعيل لأهل السنة ويتهمهم بالباطل ويحكم عليهم بالإعدام". وتابع أن المالكي "فرق البلد، البلد كان واحدًا، مسلميه وغير مسلميه، سنييه وشيعييه، عربه وأكراده، جعلوه طائفية بغيضة متعصبة.. أصبح المالكي عدوًا للشعب العراقي، كثير من الشيعة (الذين ينتمي إليهم) بدأوا يبرأون منه". وأعرب عن ثقته في أن المالكي سيهزم هو الآخر، كونه من "الجبابرة في الأرض"، قائلا إنهم "مدحورون ومذمومون ومهزومون إن شاء الله". وأبدى تأييده للاحتجاجات العراقية ضد المالكي، قائلا إن "الشعب العراقي قام عن بكرة أبيه في البلاد (المحافظات) السنية المختلفة يدافع عن نفسه وينادي علماءه في كل مكان بالدفاع عن أنفسهم". وتابع: "أرى ان الشعب العراقي ينادي بالحق، ولابد أن يصل للحق ويهزم الباطل، ولابد أن يهزم المالكي"، مضيفًا أن هذا الشعب "آن له أن يسترد حقه وأمنه وطمأنينته بالمسالمة وبالوقوف صفا واحد أمام التجبر والاستكبار".