خرج مئات الآلاف من الجزائريين عبر التراب الوطني اليوم، في تجمعات شعبية وتظاهرات حاشدة مناهضة للإرهاب غداة العمليتين الانتحاريتين اللتان وقعتا في كل من مدينتي باتنة ودلس يومي الخميس والسبت الماضيين على التوالي، حاملين الرايات الوطنية وشعارات تندد بالإرهاب . سكان ولايات الشرق الجزائري خرجوا بقوة منددين بعودة الأعمال الإرهابية، وأجمع المتجمهرون، وسط تعزيزات أمنية مشددة لتفادي الانزلاقات، رافضين العمليات من شأنها استهداف مسار المصالحة الوطنية أو شخص الرئيس، وتأثر سكان الأوراس على غرار سكان ولايات الوسط وسكان ولايات الجهة الغربية للوطن، من عودة أشكال العنف ونزيف الدماء وسط أبناء الوطن الواحد، بعد 17 سنة من الألم، وبعد سبع سنوات من انتهاج السلم والمصالحة حلا للأزمة الأمنية، وكانت ولاية باتنة من أولى الولايات التي استيقظت باكرا اليوم للتنديد بالإرهاب، رافضين تلطيخ صورة عاصمة الأوراس. و في ولايات الغرب فقد ميّز التجمّع الشعبي لعين تموشنت حضور جميع النوّاب بالبرلمان إضافة إلى ممثّلي الأحزاب والجمعيات المدنية، في حين تردّدت هتافات مندّدة بعد الكلمة التي ألقاها إمام خطيب بأحد المساجد، وهو الأمر نفسه الذي حدث في ولاية غليزان حيث قام الإمام باستنكار الأعمال الإجرامية الأخيرة، أمّا في ولايتي تلمسان وسيدي بلعباسو وهران فقد عرفت نفس الأجواء . وبولاية تيبازة امتلأت قاعة المركب الرياضي على آخرها بحضور عفوي من دون نقل منظم وصل لأزيد من 2000 شخصا إلى جانب حضور الرسميين، وكانت مسيرة الجلفة هي الأخرى حاشدة بمئات المواطنين، جابت الشوارع الرئيسية للمدينة، لاستنكار العمليات الإجرامية التي استهدفت مواطنين عزل بباتنة، وجنود من فرق حرس السواحل وثلاثة مواطنين بدلس، أما تجمع ملعب دايدي بالبليدة فقد ألقى فيه إمام مسجد بن بولعيد خطبة وعظ الناس فيها، موضحا "ان الأعمال الإجرامية التي ارتكبت في اليومين الماضيين الدين الإسلامي بريء منها وأنها تسيء إلى المسلمين لا غير"، وسكان البويرة شعبا وسلطات كانت في الموعد بملعب بوروبة السعيد. وفي تيزي وزو شهد ملعب أوكيل رمضان تجمع مئات المواطنين ممثلين عن المجتمع المدني والسلطات الرسمية والجمعيات، مبدين مساندتهم للرئيس وخيار المصالحة. بلقاسم عجاج/المراسلون