قال "أبو يحيى الليبي"، المتحدث الإعلامي باسم تنظيم "القاعدة"، في شريط سمعي، نشار على الموقع "السحاب للإنتاج الإعلامي"، الذي تستعمله جماعات إسلامية منها مسلحون عراقيون أن توسع العمليات المسلحة "يضمن أن عمليات التنظيم لا تعتمد على أفراد بعينهم"، مشيرا إلى أن "القاعدة لا تستهدف المدنيين في هجماتها في دول إسلامية مثل الجزائر"، قائلا بأنه في "القاعدة" ليس ممن "نحلل (الجهاد) في فلسطين ونحرمه ونصدّ عنه ونمنعه في الشيشان وأفغانستانوالجزائر" !. "أبو يحيى الليبي"، في حديثه عن "أعداء" التنظيم، قال "لا نفرّق بين كافر وطني وكافر أجنبي ولا بين كافر محلي وآخر خارجي ولا بين محتل غاز ومرتد مناقض"(..)، مدعيا بأن العمل المسلح يكون "ضد اليهود تماما مثلما يكون أيضا ضد الماجوس والنصارى والمرتدين..فلن نحابي أحدا، ونقاتلهم كافة ولن نتقوقع في إقليم"، لكنه عاد ليقول بأن "القاعدة لن تحارب كل هؤلاء وأن ذلك خاضع للسياسة الشرعية والمصلحة والأولويات"، مضيفا "لن نقاتل كل شعوب الأرض وسنبدأ بالأقرب". "الليبي" في كلامه -الذي فيه كثير من نقاط الخلاف والتناقض مع خطاب زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن(شريطه الأخير)، قال أن التنظيم يعتمد على "البدء في القتال بالأقرب"، وهو ما يدفع حسبه حاليا إلى "محاربة العدو المحتل للأرض"-في إشارة إلى الإحتلال الأمريكي للعراق- مضيفا أن "من يريد محاربة الأنظمة العربية سيجد نفسه وجها لوجه مع العدو الخارجي". وذكر "أبو يحيى الليبي" ، الذراع الإعلامي لتنظيم "القاعدة"، أن "الأمريكان أنفسهم أصبحوا يدركون تمام الإدراك أن المسيرة المسلحة لا تتوقف حركتها على وجود قائد بعينه ولا يمكن أن تسقط بسقوطه"، وقال "الليبي" أن "مقتل زعماء بالقاعدة مثل أبو مصعب الزرقاوي في العراق، العام الماضي، و الملا داد الله في أفغانستان، هذا العام، لم يعرقل العمليات"، مضيفا "إذا توفي أي من القادة سيحل آخر مكانه وأن المسلحين يستمدون دوافعهم من دماء هؤلاء لمواصلة المسيرة وأنهم يسيرون على دربهم ويعملون من أجل الثأر لهم". وإعترف القيادي في القاعدة بالخسائر البشرية التي تكبدها التنظيم ، موجها رسالة ضمنية إلى عناصره من أجل "عدم التراجع والإستسلام والتوقف عن العمل المسلح بمجرد الإعلان عن وفاة أو مقتل أحد القادة"، وقلل "الليبي" من أهمية "التراجعات والإنكسارات" نتيجة "الإنحرافات"، في إشارة إلى الشقاق والخلافات داخل تنظيم "القاعدة" وكذا في تلميح للمسلحين "التائبين" مثلما حصل بالجزائر في إطار التخلي عن العمل المسلح مقابل الإستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وحاول "الليبي" تقديم بعض التبريرات لعمليات تبرأ العديد من العناصر والقياديين من عمليات "القاعدة"، وذلك بحديث مثلا عن "الخوف وعدم الاقتناع". وكشف حديث "أبو يحيى الليبي" بأن "القاعدة" لا تحارب فقط الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكنها "تحارب كل الأنظمة العربية التي تحاول ترقيع الأمور ببعض الإصلاحات لتنويم الشعوب"(..)، وقال "الليبي" أن دستور تنظيم "القاعدة" يعتمد على "الدلائل الشرعية" و"الاجتهادات الشرعية" في نشاطها، وأنتقد "الليبي" إصدار الفتاوى المناهضة لعمليات "القاعدة" ومرجعيتها، في إشارة للفتاوى الشرعية الصادرة عن عديد الشيوخ والعلماء المكفرة لاستباحة دماء المسلمين والمنددة بتكفير كل معارض لهذا التنظيم المسلح. وهاجم "الليبي" الحركات الإسلامية المعتدلة التي تندد بالتطرف والنشاط المسلح والإرهاب ووصفها بأنها "قريبة من الغرب" وقال أنها "مدفوعة لمواجهة الحركات الجهادية"(..)، وأعترف "الليبي" بالخلافات والصراعات الحاصلة داخل تنظيم "القاعدة"، قائلا: "النفخ في بعض الخلافات الجزئية الاجتهادية التي قد تقع بين المسلحين"(..). ولم يقتصر تهجم "الليبي" على الحركات الإسلامية المناهضة للتشدد والعمل الإرهابي، بل تطاول أيضا على علماء ومفكري العرب والمسلمين المنددين بالحركات الإسلامية المسلحة، مدرجا إياهم في خانة ما أسماه "تفكير التمييع والتطويع"، وذلك في محاولة منه باسم التنظيم تجنيب "القاعدة" شجب واستنكار وتكفير علماء الأمة. أ/أسامة