أطلقت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بالتعاون مع وزارة التربية وبريد الجزائر مشروعا وطنيا لحماية الطفل من أخطار الانترنت في مقدمتها المواقع الإباحية التي تحولت إلى إدمان لشريحة واسعة من الصغار والكبار، هذا ما أكده الدكتور يونس قرار مستشار في تكنولوجيا الإعلام، وذكر أن المشروع يتمثل في وضع ميثاق وطني لحماية الطفل من المظاهر العنيفة وغير الأخلاقية للإنترنت، في ظل ازدياد الإقبال على ألعاب العنف التي منعتها الكثير من البلدان المتقدمة والتي تنمِّي الثقافة العدوانية لدى الأطفال. من جانبه أكد السيد مختار حكيم، رئيس جمعية "أطفال الغد" التي تعمل على تعزيز الثقافة الإلكترونية الإيجابية لدى الأطفال، أن هذا المشروع الذي جاء بطلب من الجمعيات الطفولية والمختصين سيُلزم جميع مقاهي الانترنت بوضع برامج حجب المواقع الإباحية بالإضافة إلى منع الأطفال دون سن السادسة عشر من الدخول دون مرافقة الأولياء خاصة في فصل الصيف، حيث تعتبر مقاهي الانترنت الوجهة الأولى للأطفال والمراهقين في ظل الغياب الكلي للرقابة، ما جعلها تصنف في دائرة الأماكن غير الأخلاقية. وكشف المتحدث أن دراسة جزائرية أكدت أن المواقع الإباحية تستقطب 48 بالمائة من الأطفال الذين يتصفحون الانترنت، تليها مواقع الألعاب الترفيهية بنسبة 42 بالمائة والتي تعتبر من المواقع التي تعزز العدوانية لدى العنف ضد الأطفال، كما يقصد 10 بالمائة من الأطفال مقاهي الأنترنت من أجل البحوث المدرسية . من جانبه، حذر رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى لمين دباغين الأستاذ عبد النور لعرابة من أخطار إدمان الأطفال على الانترنت التي تنقل الطفل إلى عالم افتراضي وتجعله معزولا عن المجتمع والأسرة، وقال إنه يمكن أن تكون لبعض المعطيات في الانترنيت تداعيات "وخيمة" على النمو السيكولوجي والتربوي للطفل ضاربا مثل تأثير المواقع "غير الأخلاقية" على التوازن العاطفي والعلاقاتي للطفل، مؤكدا أن هناك مواقع تبث "صورة خاطئة عن العلاقات بين الرجال والنساء وهي الصورة التي تؤثر على النمو العاطفي للطفل"، ويرى الأستاذ انه يجب على الأولياء والمربين أن يتناولوا مع أولادهم خاصة منهم المراهقين مواضيع ترتبط بالجنس والاعتداء الجنسي على الأطفال واختطافهم مع الشرح لهم طريقة التصرف والتصدي لمحاولات التغرير بهم معنويا أو جسديا حسب الأستاذ. من جهتها أشارت الطبيبة النفسانية نفيسة بن بوزيد أنه يمكن أن يصبح الطفل مدمنا على شبكة الانترنيت بحيث لا يتفرغ إلى دروسه.