في أول يوم من صلاة التراويح، بعد صلاة العشاء ليلة الثلاثاء الماضي، قدّم عدد من المقرئين والقيّمين ملاحظات للمصليات حتى يخفضن من أصواتهن بسبب الضجيج القادم من المصليات النسائية، المكتظة عن آخرها مع أول صلاة، وإذا كان عدد الرجال ينقص مع مرور الوقت، فإنه يحافظ على معدّله العام بالنسبة للنساء، خاصة أن شهية التواجد في المسجد تأتي بعد أول يوم من الصلاة، وهناك الكثير من الصداقات النسائية التي بُنيت في صلاة التراويح، التي هي في الأصل أكبر ملتقى شعبي في الجزائر. ولا يزال السؤال المطروح الذي لم نجد له إجابة عن سبب تشبُّث الجزائريات بصلاة التراويح التي هي سنّة، في الوقت الذي لا تصلي فيه الجزائريات أبدا الصلوات المفروضة بما فيها المقامة في النهار مثل الظهر والعصر، في المساجد، والجزائري الذي يرفض خروج أخته أو ابنته من البيت نهارا، يقبل بخروجها ليلا لأداء التراويح. وباستثناء جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة الذي تؤمُّه النساء في بعض الصلوات المفروضة، بسبب تواجده قرب الجامعة الإسلامية، حيث تتوافد عليه الطالبات، فإن كل المصليات النسائية في الجزائر تغلق أبوابها، ولا تفتحها إلا في صلاة التراويح وصلاتي العيد والجمعة، وإذا كان تواجدُ النسوة في المساجد والتقاء المؤمنات مع بعضهن من المستحبات، فإن الكثير من التجاوزات صارت تحدث في المصليات النسائية مثل التجارة، حيث تعرض بعض المصليات أشياء للبيع، إلى درجة أنه حدث في مسجد في قلب عنابة أن علقت سيدة إعلانا لعرض خدماتها في عالم الحلاقة قبل العيد الماضي، كما وجد بعض المنظفين في جامع الأمير عبد القادر في رمضان قبل الماضي أعقاب سجائر من نوع "مارلبورو" في دور وضوء نسائية. وقدَّمت نسوة، العام الماضي شكوى لنظارة الشؤون الدينية بالعاصمة يطالبن بمنع التحدث عبر الهاتف النقال في المصليات النسائية، خاصة أن غالبية المتحدثات يخاطبن رجالا، ومنهن من تنقل "الآيباد" إلى المسجد في درشة فايسبوكية، وتسيطر الحكايات النسائية بما فيها من نميمة على مشهد صلاة التراويح، وتصرّ بعض النساء على نقل بناتهن طوال ليالي التراويح، ويصررن على أن يُبدين زينتهن ما خفي منها وما ظهر، فلعلها أعجبت أم عريس ما. وإذا كانت الأعراس والمقابر هي فرص وأماكن للزواج أيضا فإن المساجد تقدِّم العروس المؤمنة لمن تبحث لابنها عن عروس مثالية، ولحسن الحظ أن هذه المظاهر ليست قاعدة، حيث توجد شابات وسيدات وصبايا إنما يتوجهن إلى المساجد في رمضان ليُنرن قلوبهن بالضياء القرآني، فهي فرصة للاستماع لكتاب الله كاملا.
طرائف رمضانية
يستثمرون آخر يوم من شعبان في القهوة والسيجارة في الوقت الذي أمضى فيه مواطنو بشار نساءً ورجالاً آخر أيام شعبان في التسوّق، وشراء كل الضروريات قصد توفير قسط من الراحة مع أول أيام رمضان، قضى عدد كبير من رواد المقاهي الشعبية ببشار آخر يوم من شعبان قرابة يوم كامل في ارتشاف الكأس تلو الأخر من القهوة وما يرافقها من سجائر، وظهر على البعض وكأنهم يريدون أن يستغلوا كل دقيقة وثانية في ارتشاف القهوة والتدخين قبل رمضان، أين يحرمون لشهر كامل من تلك النشوة على الأقل في ساعات النهار.
اللصوص في الشلف لا يصومون لأن شهر رمضان هو شهر العبادة وزيادة وتيرة النشاط في كل الميادين وبشكل خاص التجارة، حيث يرفع التجار من أسعار المواد التي يبيعونها طمعا في الربح، فإن محترفي السرقة لم يشذوا عن هذه القاعدة، ففي ولاية الشلف وخاصة عبر الأماكن التي يكثر بها الازدحام على غرار الأسواق الشعبية ومحطات النقل بدا السّراق في الظهور علانية وبكثرة من اليوم الأول لرمضان، وذلك لتأكيد وجودهم وحرصهم على ممارسة نشاطهم على أكمل وجه، كما هو الحال في سوق حي بن سونة إلى جانب أسواق وادي سلي والشطية وغيرها.
يطرد زوجته من المطبخ كل رمضان غريب طباع بعض المواطنين في هذا الشهر الكريم، الذي تنكشف فيه عيوب العشرات من الجزائريين، ومن جملة عيوب هؤلاء إقدام أحد الصائمين بالبويرة عند حلول شهر الرحمة، على طرد زوجته من المطبخ ليتكفل هو بعملية طبخ الشربة ولحلم حلو، ليس لأنه طباخ ماهر متخرج من مدرسة مختصة، ولكن لأنه "مرمضن" والمضحك أنه يسأل زوجته وعن كل صغيرة وكبيرة في أبجديات الطبخ، وفي كل مرة يستنجد بها بداية من الساعة الثانية وإلى غاية آذان المغرب قبل وضع اللمسات الأخيرة على أطباق الإفطار.
هجوم على البوزلوف شهد اليوم الأول من شهر الصيام إقبالا وتوافدا كبيرا على محلات البوزلوف، خاصة في محلات مدينة قسنطينة التي امتلأت عن آخرها بالصائمين، الذين رغبوا أن يكون الطبق الثالث بعد طبق الشربة فريك وطاجين عين البقرة، هو البوزلوف، فكان النصيب في العمل الوفير هذه المرة لمحلات البوزلوف.
الأربعاء يتحوّل إلى يوم جمعة أغرب ما حدث نهار أمس هو عندما استيقظ البعض وخرج لأداء صلاة الظهر على اعتقاد أن هذا اليوم هو يوم جمعة، خاصة بعدما وجدت المحلات مغلقة والشوارع خالية، وهو ما يحدث عادة يوم الجمعة تخلو الشوارع في الصباح وتمتلئ بالرجال عند الظهر، خاصة وأن يوم الجمعة يوم عطلة وهذا بالضبط ما فعله الكثير من الجزائريون نهار أمس الذين اتخذوا لأنفسهم يوم إجازة وعطلة حتى لا يحسوا بالتعب والإرهاق.
قلب اللوز العاصمي في عاصمة الشرق ما شغل القسنطينيون نهار أمس، ومنذ الساعات الأولى من الصباح وإلى غاية الساعة الأخيرة من موعد الإفطار، هو التجول من مكان لآخر بحثا في الأسواق والمحلات عن قلب اللوز العاصمي، لأن معظم القسنطينيين يفضلونه في رمضان، لكن يبدو أن كثرة الطلب عليه وندرته جعل من سكان عاصمة الشرق يشغلون أنفسهم في اليوم الأول من شهر رمضان بالبحث عنه.
رئيس بلدية يتصدق ب"أموال الفقراء" أحد رؤساء بلديات ولاية تبسة، دخل نهار أول أمس السوق المركزي بالمدينة الذي يعج بالمتسولين، وأمام إلحاح إحدى المتسولات عليه، أدخل يده إلى جيبه وأخرج ما فيه من نقود وبلغة الغضبان في أول يوم من رمضان، قائلا لها "هاكي حتى هي دراهم الفقراء".
زلابية للملاهي عقد أصحاب الملاهي المشهورة بتبسة صفقة مع أصحاب الحلويات التقليدية لتموينهم بالزلابية ومشتقاتها عوض الخمور التي لا تقدم للزبائن طيلة شهر رمضان، بحيث يكتفي الزبائن بأكل ما هو حلال والاستماع إلى أغاني الشقراوات.
حمص وشواء بعد التراويح سكان مدينة الشريعة ولاية تبسة، وبعد أداء التراويح لا يعودون إلى منازلهم، إلا إذا توجهوا إلى المطاعم التقليدية حيث يأكلون كما يحلو لهم نصف صحن حمص و07 مطارق شواء وهذا في انتظار وجبة السحور.
المثلجات بدل الحلويات الشرقية في المقاهي بوهران انقلبت الآية لدى كل مطعم أكل خفيف، ومقهى على مستوى ولاية وهران، اعتاد صاحبه تغيير نشاطه مع حلول شهر رمضانو والشروع في بيع الحلويات الشرقية، حيث تصادف الشهر لهذه السنة، على غرار العام الفارط مع ارتفاع درجة الحرارة، ما أدى إلى تسابق محموم على استهلاك المثلجات التي يحرص أصحاب المقاهي على حضورها.
"سردين" بحجم الأصبع يثير سخرية الصائمين سجلت أسواق وهران، عشية شهر رمضان الكريم، ارتفاعا كبيرا في سعر سمك السردين الذي قفز إلى 400 دج، وهو ما أثار استياء المواطنين وسخريتهم في آن واحد، نظرا لحجمه الصغير الذي يشبه أصبع اليد وارتفاع ثمنه.
انزال جماعي على البيتزريات عشية رمضان شهدت محلات الأكل السريع إنزالا جماعيا من قبل المواطنين عشية شهر الصيام بالبليدة، لدرجة أثارت استغراب حتى أصحاب المطاعم، والذين انهالت عليهم الطلبات وشهدت إقبالا غير مسبوق، لدرجة اصطفاف طوابير هواة البيتزا والسندويتشات، بالموازاة محلات بيع الحلويات هي الأخرى عرفت طلبا متزايدا، ما فسره كثيرون بأن المقبلين على البيتزيريات ودعوا الأكلات الخفيفة التي شغفوا بها مدة 11 شهرا وتناولوها للمرة الأخيرة، خاصة وان معظم المحلات تغير نشاطها خلال شهر رمضان لتبيع "الزلابية" وقلب اللوز، كما سيكون للشربة والبوراك النصيب الأكبر لدى العائلات.