أ.د/ أوصديق فوزي [email protected] زرنا تايلاندا أثناء انعقاد مؤتمر خاص بالروابط العائلية، فوجدنا هذا الشطر من أسيا يتخبط في أزمات سياسية نتجت عنها حروب إقليمية و محلية مما تسببت في تفتيت للافراد داخل نفس العائلة الواحدة فاصبحت الروابط العائلية من الاهتمامات المتزايدة للجنة الدولية للصليب الاحمر او مايعرف بالحركة الدولية الانسانية في ها البلد وعليه تم تسطير استراتيجية لعشر سنوات المقبلة لاعادة هذه الروابط المفقودة. أول ما يلفتك في " بنكوك " عاصمة تيلاندة مطارها المتشعب البنية و اللون الاصفر للملابس السكان وكذلك حيوان الفيل الذى يزين بعض مداخل المحلات والفنادق والجهات الحكومية واثناء محاولتنا فهم سر اللون الأصفر، قيل لى انه لون الملكية وعليه هو لون مقدس بالنسبة للتيلاندين وارتداءه ماهو الا نوع من الاحترام اتجاة الامبراطور فالاصول التاريخية للبلاد امبراطورية أو ملكية بداءت بتاريخ مملكة " سوكوتايى " سنة 1238 ثم عرفت الملكية الدستورية عام 1932 كان يعرف باسم تايلندة بلاد " سيام " وقد غير اسمها مرتين وعادة الى تايلندا سنة 1939 ؛1949 . الملك رغم ان سلطاته محدودة الا انه يعتبر حامى البوذية ؛ ورمز الوحدة الوطنية ؛ ويملك سلطة روحية واسعة يستعملها احيانا عند حدوث ازمات سياسية كبيرة كما سألت احد الإخوة ما سر تسمية تايلاندا قيل لى انها تعنى كلمة " الحر " فى اللغة التايلاندية ؛ وقد عرفت تايلاندا أزمة انسانيه فى يوم 26 ديسمبر 2004 أعقاب حدوث هزه أرضية كبيرة فى المحيط الهندى أومايعرف بموجة " تسونامى " التى اجتحت السواحل الغربية للبلاد ؛ فحاولنا تخفيف الالام اثناء هذه الازمه من خلال المساعدات الانسانية واثناء تواجدنا فى تايلاندا مع بعض الوفود العربية أحدهم قال أنه ينظر بإنبهار للتقاليد والاعراف المحلية فقد حمد الله على ان العرب لم يصلوا الى هذه البقعه والا اصبحنا اليوم لانتمتع ونستمتع بتلك العادات و التقاليد التايلندنية من تطيب شعبى وملاكمة تايلاندية وبعض الفنون الاخرى فتحسلرت على هذه الملاحظة وبالاخص كأن زميلنا نسى انه فى تايلندا يوجد اقلية مسلمة تعددها 5 % من السكان حيث ينتشر فيها المسلمون فى المناطق الجنوبية كما لهم تاريخ منفصل عن تاريخ تايلاند فقديما كانو يشكلون مملكة تعرف بمملكة " فطانى " وهم من عرق الملايو ويتكلمون البهاسا ويكتبونها بالابجدية العربية أما الانبهار الثانى بالنسبة لزيارتى وهو على بعد مائة وخمسون كلم من بنكوك توجد مدينه عائمه فأغلب مقتينتك والتجارة يتم عن طريق نظام القوارب التقليدية وهذه المدينه مبنية على نهر ميكونج والذى يمتد واد " تشاوفرايا " فى وسط البلاد ولعل اثناء زيارتك للمدينه بالقارب تلاحظ فيها حركية على مستوى السياحه والتجارة ويغلب عليها الطابع التقليدى مع بششة وانشراح التجار رغم اننى احيانا أن الذي يكون مزعجا بكثرة الاسئلة والتفاوض أثناء الشراء . فتايلاندا بلد العجائب والغرائب فحتى الفيل يتم تقديسه.. ولكن ليس كل الفيلة، فقط الفيل الابيض قد يرتقى إلى رتبة التقديس والتأليه من خلال أداء طقوس معينه، إلى جانب ذلك توجد هيئة حكومية تابعة للملك تعنى بالفيلة ومشاكلهم .. فالعادات والتقاليد بتايلندا تم ترويضها وتحيينها مع لغة العصر فهل تعلم أن التقويم الرسمى مثلا فى تايلاند قد يرجع الى الفترة التى عرفت دخول البوذية الى البلاد .. ويتقدم التقويم ب 543 سنه عن التقويم الميلادى .. فسنه 2000 للميلاد مثلا ... توافق سنه 2543 حسب التقويم البوذي . وخلال الندوة حول الروابط العائلية بدأت التعرف عن كثب على الانشغالات الانسانية التى يعانى منها البلد ولعل تسونامى خلق ردة فعل ايجابية من اجل تكفل بهذه القضايا ؛ فتم انشاء مثلا جهاز للانذار المبكر فى حالات ارتفاع الامواج بنسب معينه كما أن جنوب تايلاندة يعيش حرب داخلية مما نتج عنه مأسى، كما لاننسى انه لفترة وجيزة تايلاندة كانت خزان للمهاجرين القادمين من لاوس وكمبوديا أو هينامار وهى الدول التى تحدها الى جانب ماليزيه : فتلك الدول كانت تعيش حروب أهلية ( باستثناء ماليزية ) مما أدى الى تدفق المهاجرين بشكل قد لا تستوعبه الدولة، فتايلانده معروفة بسياحتها ؛ وسحر طبيعتها ولكن ذلك لايجب أن يغرينا عن بعض المشاكل الاخرى ، والانبهار الثالث ، وهو عدم قدرة القوانين المنظمة للتجارة الدولية والملكية الفكرية مقاومة التقليد لمختلف الماركات العالمية .. وقد تلاحظ ذلك فى مختلف شوارع بنكوك من خلال تجار التجزءة الوضعين لبضاعتهم فى ألارصفة على مرء و مسمع الناس فهذه تايلاندة .. وهذه بعض العجائب والغرائب التى يجب أن تنتظرها أثناء زيارتك لها .