خلفت الفيضانات التي تعرضت لها ولاية المسيلة خلال 48 ساعة الماضية، جرّاء كميات الأمطار التي تهاطلت، والمقدرة ب93 ملم، دمارا شاملا في الممتلكات العمومية والخاصة تقدر بالملايير. ففي كشف أولي قدمه والي الولاية أمام عدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، تمت الإشارة إلى أن عملية إحصاء المناطق المنكوبة والخسائر المادية وتقديراتها لاتزال مستمرة، على اعتبار، يضيف والي المسيلة، أن حجم الخسائر في الممتلكات كان ضخما وفاق كل التوقعات، هذا فوق عدد الأرواح التي سقطت جرّاء الفيضانات والمقدرة ب 10 أشخاص. المعني أوضح في سياق مداخلته أنه ولصعوبة بعض الوضعيات، تمّ الاستنجاد ب 4 طائرات تابعة للجيش الوطني الشعبي، حيث تدخلت على مستوى محيط بلدية خطوطي سد الجير، أين تمّ إنقاذ 29 شخصا باتوا معلقين بسطوح المنازل وفوق الأشجار، من أصل 44 فردا قدمت لهم النجدة، كون أن مناطقهم السكنية غمرتها مياه الأمطار وحولتها إلى شبه بحيرات عائمة، جرّاء تدفق كميات معتبرة من مياه الأودية في اتجاه المنطقة، كما حوصرت قرى ومداشر بالمياه، وأحالت سكانها على عزلة حقيقية. سد القصب أول مرة في تاريخه وفي سياق الأرقام التي حملها الكشف الأولي، أدت مياه وادي القصب الطوفانية، إلى هروب 60 شخصا لمدرسة الرجاء بقلب مدينة المسيلة، كما جرفت مياهه مساحات من الأشجار المثمرة وغمرت منازل بحي الكوش وأدت إلى هلاك عدد من رؤوس الأبقار. المتحدث أوضح أن سد القصب لأول مرة في تاريخه، يستقبل كمية مياه كهذه قدرت ب 10 ملايين لتر، أي ما يعادل 980 متر مكعب في الثانية، كما كان لآثار السيول، انعكاس على شبكة توزيع مياه الشرب، خاصة الأنبوب الآتي من منطقة خباب، والذي تصل نسبة تمويله لبلدية المسيلة ب30٪. جسور انهارت وحقول جرفت! كما أدت سيول الأمطار الطوفانية إلى جرف عشرات الحقول والأشجار المثمرة، بعدة مناطق الولاية، وصفها والي الولاية بالمعتبرة، مشيرا في نفس الوقت إلى الدمار الذي تعرضت له شبكة الطرقات والجسور، كالطريق الوطني رقم 60 بإقليم بلدية سيدي عيسى والطريق 45 ببلدية المعاريف بمنطقة الدحادحية، حيث انهار الجسر الرئيسي، مما أجبر مستعملي الطريق على الاتجاه صوب طريق المعذر وكذلك الطريق رقم 40 على محور سيدي هجرس وجرف الكرمة وسد الجير، حيث حركة المرور به صعبة، إضافة إلى الطرقات الولائية 38، 46 و1 التي ساهمت وضعيتها في عزل السكان. الطيب بوداود