هما كفيفتا البصر، ولكن بصيرتهما سليمة، شقيقتان من عائلة زطوط القاطنة بحي الممرات بولاية سكيكدة أرادتا ثالثاً لهما وهو القرآن الكريم فباشرتا ونجحتا في حفظه، بالأحكام بروايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع في غضون عامين، الأولى تُدعى رقية عمرها 33 سنة نسبة إعاقتها 100 بالمئة، مستواها الدراسي التاسعة أساسي، والثانية تدعى أسماء عمرها 22 سنة، متحصلة حديثا على شهادة الليسانس فرع فيزياء من جامعة 20 أوت 1955 ناقشت المذكرة بعلامة 16 من 20، تحفظان القرآن الكريم عن ظهر قلب برواية حفص عن عاصم عن طريق السمع، واستغرقت المدة عامين فقط حيث شرعتا في حفظه شهر جويلية لسنة 2007 وتم ختمه خلال شهر رمضان لسنة 2009 .الشروق اليومي تنقلت إليهما وكان لنا معهما هذا الحديث ماهو الدافع الذي جعلكما تفكران في حفظ كتاب الله وأنتما لا تبصران؟ أسماء: نحن ننتمي إلى عائلة متدينة فعمنا مسعود إمام مسجد البدر بحي 20 اوت 1955 وأختي رقية هي الاخرى مكفوفة وساعدتني كثيرا على الحفظ عن طريق السمع، ثم أني منذ صغري وأنا أتمنى أن أحفظ القرآن الكريم فكنت دائماً أتلوه وأحلم أن أتلوه عن ظهر قلب فرغبتي الشديدة جعلتني أندفع أكثر إلى الحفظ، وكذلك معرفتي للشيخ محمد المحظي الذي كان يشرف على مدرسة عمر بن الخطاب التابعة للمسجد حيث أكملت الاجازة برواية حفص عن عاصم مع الشيخ سمير حمدوش وأريد متابعة الحفظ برواية ورش عن نافع وأسعى لإتمام القراءات العشر وأحلم بعمرة أو حجة وكذلك زرع شبكية للعين للشفاء من مرضي، وبالمناسبة أوجه ندائي عبر صفحات جريدتكم إلى ذوي البر والإحسان التكفل بعملية جراحية لزرع القرنية لي.
وأنت يارقية كيف كانت رحلتك مع حفظ القرآن؟ رقية: هي رحلة عطرة عشتها في حياتي رغم صعوبتها في بدايتها لكن لذة القرآن أنستني كل المتاعب التي كنت ألاقيها وتغلبت عليها بفضل الارادة وتسابقت مع الزمن وشرعت في الحفظ، فكنت أحفظ في اليوم ما يقارب الجزء، مستغلةً كل وقتي في الحفظ والمراجعة.
ماهي أفضل الأوقات التي كنتما تحفظان فيهما القرآن الكريم؟ أسماء: لم تكن لدينا أوقات محددة ولكن المفضلة بعد صلاة الفجر حيث يكون الذهن صافيا وخاليا من مشاغل الدنيا وكذلك بعد صلاة العصر وبعد صلاة المغرب، أما المراجعة فكنت أخصص لها وقت السحر فأراجع في اليوم ما يقارب الجزء.
هل تستطيعين يا رقية أن تطلعيننا عن شعورك بعد حفظك المصحف الشريف؟ رقية: إنه لأثر عظيم فالقرآن خير هادٍ لي وللجميع، فزاد ذلك احتراماً لي في قلوب أهلي عامةً وإخوتي خاصة، كما لا أنسى الفضل الكبير لأختي أسماء التي ساعدتني كثيرا في طريقة الحفظ وبعد مرور السنة الرابعة على حفظه فشعوري لا يوصف.
ماهي طموحاتكما المستقبلية؟ أسماء: طموحنا مشترك نتمنى ان تتاح لنا الفرصة للمشاركة في مسابقة دولية لحفظ القرآن الكريم ونمثل بلدنا أحسن تمثيل لأننا حاليا نحن منشغلات بإتمام القراءات العشر، كما نحلم بعمرة او حجة وزرع شبكية للعين لأن الأطباء أكدوا لنا إمكانية الشفاء واستعادة البصر، كما نطمح إلى فتح حلقة قرآن في سكيكدة نحفظ فيها القرآن الكريم لتتربى الأجيال على مائدة القرآن الكريم وذلك في إطار منصب عمل محترم.
هل شاركتما في مسابقات ولائية أو وطنية؟ أسماء: نعم شاركنا في عدة مسابقات وطنية بالعاصمة شهر جوان الماضي لحفاظ النصف وتحصلتُ على المرتبة الرابعة، لكن لجنة التنظيم لم تمنح لي أية جائزة وفي سكيكدة أيضا شاركت عدة مرات وكل مرة أتحصل على المرتبة الأولى ونلت جوائز عديدة وأطمح لأن أترشح للمشاركة في مسابقة دولية عن طريق مديرية الشؤون الدينية، كما شاركت أيضا في مسابقة تاج القرآن وتحصلت على المرتبة الثالثة ولائياً. رقية: كانت لي عدة مشاركات ولائية ووطنية وتحصلت على المراتب الاولى في مسابقة حافظات المصحف كله وأحلم بالمشاركة في مسابقة دولية.
هل من كلمة اخيرة؟ نعم نوجه نداء عبر جريدتكم لكل الأصحاء الذين أنعم الله عليهم بنعمة البصر بأن يستغلوها في حفظ كتاب الله الذي يُعتبر أسهل وليس كما يتصورون ونوجه شكرنا إلى كل الذين ساعدونا على عملية الحفظ من بعيد ومن قريب ورمضان كريم لكل المسلمين.