ينادونه الشيخ "عبد الرحمان " وهو لا يتجاوز ال 16 من العمر، يدرس بثانوية الجرف بتبسة، انتقل إلى السنة الثانية ثانوي بمعدل 15، حفظ 30 حزبا قبل التحاقه بالساحة التربوية لحمل مشعل القرآن الكريم، وذلك سنة 2007. "عبد الرحمان"علاقته بالقرآن بدأت منذ الصغر، كبر وسط عائلة متدينة ومحافظة شجعته على حفظ القرآن لاسيما والده "جمال"، ووالدته الحافظة ل"30 حزبا" يرتب الفتى أكبر إخوته الثلاثة، ويُعد الابن الأول في الأسرة الذي حفظ كتاب الله ويليه أخوه الصغير "ضياء الدين" (12 سنة)، الحافظ ل15 حزبا، يقول في هذا الشأن "اعتمدت طريقة الحفظ بواسطة اللوحة ثم بالمصحف الشريف وكنت على غرار أترابي نقصد المدرسة القرآنية لأمكث بها ما بين ساعة وساعتين خلال أيام الدراسة، أما خلال العطل فأستغرق معظم الوقت في المسجد للحفظ في الصباح والتكرار في المساء"، وعن أهمية حفظ القرآن يقول عبد الرحمان "علاوة عن كونه شفاء للناس فهو يقوي الذاكرة بالنسبة للمتمدرسين ويثري لغتهم العربية، ويسهل عملية استيعاب وحفظ الدروس". وأما عن طموحاته مستقبلا، فيطمح إلى تحقيق معدل جيد في البكالوريا ليصبح طبيب عيون كما أنه مصّر على المواصلة في الميدان الديني لاسيما وأنه بصدد التحضير لحفظ رواية حفص وقالون تحصل "عبد الرحمان" على عدة جوائز وشهادات تكريمية، بعد مشاركته في العديد من المسابقات الدينية لحافظي (15،30 و45 حزبا) وكان يتربع على كرسي التفوق. الطموحات ليست مستحيلة بالنسبة للشيخ الصغير "عبد الرحمان" الذي يتقد فطنة وذكاءً وبديهة سريعة اكتسبها بفضل حفظه كتاب الله، خاصة وأنه يحظى باحترام خاص من طرف أساتذته وأصدقائه المقربين الذين يلجؤون إليه في أمور القرآن. الشيخ الفتى يختم حديثه معنا وبنبرات صوته الشجي، يقول "القرآن أغلى شهادة أملكها في حياتي ولم أتصور يوما أنني سأختم القرآن وأنا في هذا السن فشكرا لعائلتي وللشيخ "عبد الكريم" ولجريدة "الشروق" على هذه الالتفاتة الطيبة التي لا تكتب في يوم واحد وإنما في كل الأيام وفي العمر كله، إنه أغلى كتاب نزل على أغلى البشر محمد صلى الله عليه وسلم.