من بين الذين اختاروا طريق التميز والخروج عن المألوف في حفظ كتاب الله والإمعان في تعلم وإتقان أحكام تلاوته، الطفل الظاهرة الذي بات حديث العام والخاص ببلدية ثنية العابد التي يقطن بها وهي بلدية جبلية تقع شرقي باتنة، وسرعان ما ذاع صيت هذا الطفل في ولاية باتنة والجزائر ككل بعد أن أم الناس في سن مبكرة إذ لم يتجاوز الإحدى عشرة سنة من العمر حين هوت إليه أفئدة من سكان البلدية وحتى المناطق المجاورة وأصبح مسجد «النور» الواقع بقرية تيزقاغين النائية يضيق بمرتاديه وقد توافدوا لصلاة التراويح وراء الشيخ الطفل يزيد، وقد اعترف بعض رواد التراويح بهذا المسجد أن الفضول هو أول دافع للقدوم إلى هذه القرية بعد أن سمعوا بنبأ الطفل الذي يؤم الناس ويتحفهم بآيات من الذكر الحكيم بصوت طفولي عذب لا يكاد يجتذب الآذان حتى يتغلغل في القلوب، وقد اصبح المسجد على مدى الأربع سنوات الأخيرة المقصد الرئيسي لأعداد كبيرة من المصلين بعد صلاة المغرب مباشرة. أما عن حكاية الطفل يزيد حشاني مع القرآن الكريم فيؤكد والده أن الابن أبان عن رغبة قوية في حفظ كتاب الله منذ نعومة أظافره وتحديدا عند بلوغه سن السابعة وهي الرغبة التي طربت لها كأب وسارعت في تنفيذها لابني بكل فخر واعتزاز وأنا أنتظر اللحظة التي يختم فيها القرآن، غير انني أصارحك القول يقول الوالد لم أكن أتوقع أن يصبح ابني إماما للتراويح في سن ال 11 ، حين انخرط في المدرسة القرآنية للقرية تحت تأطير الشيخ مسعود لبكارة وشرع مثل أقرانه في تعلم قصار السور ثم حفظها والانتقال إلى الأطول فالأطوال، غير ان الطفل يزيد وبشهادة مدرسه تفوق على أقرانه، ويؤكد الشيخ مسعود أن الدهشة انتابته حين تأكد أن هذا الفتى بوسعه أن يحفظ نصف حزب في اليوم الواحد وهو ما وقفت عليه بنفسي يقول الشيخ وتوقعت ليزيد مستقبلا كبيرا في حفظ كتاب الله وتلاوته، لأنني لم أرى طوال الثماني والعشرين سنة التي قضيتها كمعلم للقرآن مثل ذكائه وسرعة بديهته وحفظه، ما أهله لختم القرآن في وقت وجيز ولا يزال وهو يبلغ الآن 14 سنة يؤم الناس خلال شهر رمضان في السنوات الأخيرة، ويقول والد يزيد إنه قدم كل التشجيع لابنه لتحقيق هذا الإنجاز الكبير، ويؤكد الطفل يزيد حشاني أنه بصدد حفظ أشهر الروايات مثل حفص وورش وقالون كما يطمح للمشاركة في المسابقات الدولية في حفظ القرآن الكريم وتلاوته بعد أن سجل عديد المشاركات الوطنية وكان في كل مرة يتحصل على إحدى المراتب الثلاث الأولى، مع الإشارة إلى أن يزيد متفوق جدا في دراسته وهو يحلم أن يرتدي يوما مئزر وسماعة الطبيب