شهدت بعض ولايات الغرب الجزائري ليلة الأربعاء الماضي حالة من الرعب والاستنفار خصوصا بالمواقع التي تحتشد بها تجمعات سكانية في شكل بناءات فوضوية اثر الاضطرابات الجوية المفاجأة المصحوبة بكميات معتبرة من تساقط الأمطار وحبّات كبيرة الحجم من البرد، وصل وزنها إلى حوالي رطل. تسبّبت هذه التغيّرات في ولايات تلمسان، سيدي بلعباس ووهران في قضاء السكّان المهدّدين بالبيوت القصديرية والبناءات الفوضوية ليلة بيضاء مليئة بالخوف والفزع تحسّبا لفيضانات أو إنهيارات قد تحدث الكارثة، مثلما فعلت في سنوات سابقة بعدّة ولايات أخرى. ففي ولاية تلمسان أثارت الرعود وتساقط الأمطار بالجهة الجنوبية الغربية للولاية قبيل موعد الإفطار ذعرا لدى سكّان المنطقة خصوصا وأنّ ذلك كان مصحوبا بحبّات كبيرة الحجم من البرد وصل وزنها إلى 480 غرام، إذ فاقت حصيلة تدخّلات مصالح الحماية المدنية ال 20 تدخّلا بقرية "بتودة"،"درمام"، حي "الفرش" وحي "سيدي موسى" الذي خرّبت طريقه التي لم يمض على إنجازها أسبوعين. وقد تسبّب ذلك في إحداث إصابات لدى المتواجدين بالخارج وكذا أضرار ماديّة مختلفة، حيث استقبلت مصلحة الاستعجالات بمستشفى سبدو العشرات من الأفراد المصابين بجروح متفاوتة الخطورة جرّاء الضربات القوية التي أحدثتها حبّات البرد مسبّبة لهم نزيفا على مستوى الرأس، وكان تأثير ذلك واضحا على المركبات التي كسر زجاجها، إذ سجّلت شركة التأمين تضرّر نحو 18 سيارة، إضافة إلى ذلك تعرّضت الكثير من البنايات إلى كسر زجاجها منها المؤسّسات التربوية ولحسن الحظّ كان التلاميذ خارج قاعات الدراسة، وتحوّلت المدينة إلى تجمّعات للبرك والأوحال دامت طيلة نهاية الأسبوع حيث لم يلاحظ أي تدخّل لمصالح البلدية. كما لم تسلم المحاصيل الزراعية من هذه الاضطرابات حيث أتلفت العديد من الأشجار المثمرة والمساحات المغروسة بالخضر إذ بلغت نسبة التلف في بعض الحالات 100% وتكبّد الفلاحون تبعا لذك خسائر معتبرة. ولاية سيدي بلعباس هي الأخرى عرفت نفس حالة الرعب تحت حبّات البرد المخيفة، إذ تمّ تسجيل أضرار على مستوى عدّة قرى ومجمّعات سكّانية حيث تعرّضت 10 سكنات بقرية "الصفصاف" بدائرة بن باديس إلى تخريب أسقفها القرميدية وتكسير زجاج نوافذها مشكّلة خطرا كبيرا على المقيمين بها وكذا الشأن بقرية "قطّي" بدائرة سيدي بن يوب، وتسرّبت المياه إلى ثكنة عسكرية و6 مساكن بفعل تصدّع لقناة مياه بالطريق الوطني رقم 7 الرابط بين سيدي بلعباس وسفيزف بينما سجّل إتلاف لأزيد من 20 قنطارا من القمح وأكوام التبن بمزرعة "عكّاز ابراهيم"، إضافة إلى انسداد بالطرقات حيث تمّ سحب 3 سيارات من الأوحال ببلدية "بوخانيفس"، وفي وهران وصلت موجة الاضطرابات الجوية العنيفة متأخّرة في حدود الساعة الثانية ليلا رغم أنّ مؤشّراتها ظهرت قبل ساعة الإفطار ممثّلة في رعود قويّة، حيث لم تسجّل خسائر كبيرة باعتبار أنّها تزامنت مع وقت متأخّر من الليل، إلاّ أنّ أحياءا عديدة كانت قاب قوسين أو أدنى من الهلاك ففي دائرة السانيا مثلا، سجّلت فياضانات مخيفة طالت جانبا من البيوت القصديرية والبناءات الفوضوية، خصوصا تلك المتواجدة بالقرب من الوادي المارّ بعين البيضاء، إذ هرع سكّان "دوّار العرب"، حي "ساعد" وحي "الفيراج" إلى حفر أنفاق مجاورة لتصريف المياه بسبب عدم وجود قنوات للصرف بالمنطقة، بينما كاد أن يرتفع منسوب المياه بالوادي في حال إستمرّت التساقطات دقائق إضافية، وتحوّلت الطرقات إلى أوحال جلبتها سيول الأمطار تسبّبت في تعثّر حركة المرور وعصفت حبّات البرد بأوراق الأشجار إلى درجة أنّ الشوارع كسيت جميعها بالأوراق، بينما حلّ إتلاف شبه كامل للمزروعات الفلاحية والأشجار المثمرة، وهو ذاته الأمر الذي تم تسجيلف في المناطق النائية لولاية تيارت. ف.ش.ص/ مراسلون