أعرب الناخب الوطني الفرنسي ديدييه ديشان، الجمعة، عن استيائه من الجمهور البلجيكي، بسبب إطلاقه لصافرات الإستهجان خلال عزف نشيد فرنسا "لا مارسييز". وكان المنتخب الفرنسي قد تعادل سلبا مع مضيفه وجاره البلجيكي، في مباراة ودية أجريت ليلة الأربعاء الماضي، بملعب "الملك بودوان" المتواجد بالعاصمة بروكسل. وقال الإعلام الفرنسي، الجمعة، بأن الناخب الوطني البلجيكي مارك ويلموتس - بدوره - أبدى انزعاجه من الحادثة. للإشارة، فإن الفرنسيين عادة ما يجعلون من "الإنسان" البلجيكي مصدر تنكيت، حيث يصوّر على أنه "كتلة" لحمية مزيج من التخلّف والغباء وأيضا القسوة! وفي الجزائر، قبل مباراة "الخضر" والضيف غينيا كوناكري، ناشد الناخب الوطني وحيد خليلوزيتش الأنصار باحترام نشيد المنافس، ولكن الذي حدث أن إدارة ملعب البليدة لم تحترم الجمهور والحضور - عامة - حيث توقف عزف السلام الوطني فجأة لأسباب قد تبدو تافهة، ليكمل الأنصار ترديد "قسما" وقد أثبتوا أنهم عكس الصفة المشينة والأفكار المسبّقة "السوداء" التي روّجت عنهم. وماهو معلوم أن إطلاق صافرات الإستهجان ضد نشيد بلد المنتخب المنافس يحدث في مختلف ملاعب العالم وهو ظاهرة ليست جديدة، كما أن الأسباب سياسية واجتماعية ودينية بل متشعبة ومن الإجحاف اختزال توضيحها في سطر أو سطرين، ولكن السؤال الذي يبقى أشبه ب "الطابو" الذي يرفض أو يتخوّف من الخوض فيه يفرض نفسه بإلحاح: لماذا لا تلجأ الفيفا إلى إلغاء تقاليد عزف نشيدي المنتخبين وكأن المتنافسين مقبلان على حرب! أليست الفيفا تقول بصريح اللفظ إنها ترفض خلط الكرة بالسياسة! ثم أليس النشيد الوطني سياسة ويمت بصلة إلى "سيادة" أي بلد، أم أنه قطعة موسيقية تعزف كخلفية لومضة إشهارية عند جوزيف بلاتر؟