شهدت مصر يوماً احتشدت فيه كل القوى الثورية ضد الانقلاب العسكري وحكم العسكر، ففي الوقت الذي احتشد فيه مئات الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، في جمعة الحسم لرفض الانقلاب العسكري، والتنديد بالممارسات القمعية للجيش والشرطة ضد المتظاهرين منذ الثالث من يوليو الماضي، وخرجت مسيرات أخرى حاشدة لما يعرف "بالتيار الثالث" تجوب شوارع القاهرة رافعة شعارات مناهضة لحكم العسكر والفلول والإخوان. مسيرات "التيار الثالث" كان مقررا لها أن تجتمع في ميدان "روكسي" أحد الميادين الشهيرة بالقاهرة، إلا أن قوات الأمن كانت أسبق بغلق الميدان قبل صلاة الجمعة، ومنعت المتظاهرين من الدخول وقامت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء تحذيراً لهم، الأمر الذي اضطر متظاهري التيار الثالث إلى الوقوف بالقرب من احدى مداخل الميدان، ورددوا هتافات مناهضة للفريق عبد الفتاح السيسي، وحكم العسكر وأمن الدولة ووزارة الداخلية، معلنين عن تمسكهم الشديد بأهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي تُجهض من قبل رجال مبارك والمجلس العسكري على حسب تعبيرهم . وصرح أحد مؤسسي التيار ل"الشروق" أن جمعة الثلاثين من أغسطس، هي انطلاقة فعاليات التيار ضد الانقلاب العسكري وليست جمعة الحسم، مؤكداً أن الشعار الرئيسي للتيار هو "لا لحكم العسكر والإخوان والفلول". وأضاف المصدر أن القضية الآن لم تعد قضية شرعية أو مرسي أو إخوان مسلمين، بل هي قضية ثورة يناير في الأساس التي يسعى فلول مبارك، والمجلس العسكري لاستخراج "شهادة وفاة" لها ، وهذا ما لن نقبله ولو على أجسادنا، مؤكداً أنه آن الآوان لاستعادة ثورة يناير من جديد من كل من سرقوها وحطّموا أهدافها. مسيرات جمعة الحسم في الوقت ذاته خرجت مئات المسيرات لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وأنصار الشرعية في مختلف محافظات وميادين مصر في إطار فعاليات "جمعة الحسم" التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب. وكانت محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية والغربية والدقهلية وبورسعيد وأسيوط والمنيا ومحافظات أخرى، قد احتشد فيها مئات الآلاف من المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري في الثالث من يوليو الماضي، منددين بممارسات الأمن من حملة القتل والاعتقالات ضد المتظاهرين وإبادة مئات آخرين إثر فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ورفع المتظاهرون لافتات صفراء عليها يد تشير إلى رقم 4 في إشارة لميدان رابعة العدوية، ولافتات أخرى مناهضة للفريق عبد الفتاح السيسي، ووزير داخليته محمد إبراهيم، ولافتات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي.
الشرطة تواصل القمع وكانت إحدى مسيرات "التيار الثالث" قد تعرضت للاعتداء بالرصاص الحي من قبل قوات الشرطة بالقرب من ميدان لبنان، أثناء سيرها في أحد الشوارع الرئيسية، مما أسفر عن سقوط 6 قتلى وعدد من المصابين، وقامت قوات الأمن بمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان الحادث، حسب ما أعلنته حركة "أحرار" إحدى الحركات المشاركة في التيار الثالث عبر صفحتها على الفيس بوك.