كشف إبراهيم باهنغا، زعيم حركة التمرد المسلح الجديدة التي يقودها التوارق في شمال مالي، عن "تعليق الهدنة" التي أعلنها مع القوات النظامية المالية في 19 سبتمبر الماضي "بمناسبة شهر رمضان" المبارك، معلنا العودة إلى الحرب "بعد فشل كل الوساطات" في التقريب ما بين الطرفين، ونفى باهنغا بشدة ما يشاع عن علاقات سابقة له مع تنظيم القاعدة، وتحدث بإسهاب عن تفاصيل الرحلة "المثيرة للتعاليق" التي قادته إلى باكستان قبل أربع سنوات" لتلقي العلوم الدينية" طالبا من الأمريكيين التزام الحياد في الصراع الدائر. في حوار شامل تنشره الشروق الأحد، وهو الأول من نوعه بهذا الحجم مع وسائل الإعلام، منذ بداية التمرد الجديد قبل نحو خمسة أشهر، تحدث إبراهيم باهنغا،41 سنة، بإسهاب عن كثير من القضايا ذات العلاقة بالأزمة الراهنة ما بين التوارق في شمال مالي وحكومة باماكو المركزية، وشدد على "فشل كل مساعي الوساطة والصلح" التي أشيع من قبل أن دولا إقليمية منها الجزائر وعددا من أعيان وزعماء التوارق قد باشروها لإنهاء الأزمة وإطلاق سراح ما يقرب من 40 عسكريا ماليا لا زال باهنغا يحتجزهم منذ شهرين. وقال أن "لغة السلاح هي وحدها ستكون لغة التفاهم مع باماكو بعد نهاية هدنة رمضان" مشيرا إلى أن اتفاق الجزائر قد لا يكون سقفا نهائيا لمطالب حركته "مع تعنت حكومة مالي لا يمكننا الاحتفاظ بنفس المطالب السابقة كسقف للحقوق السياسية والاقتصادية التي نطالب بها للتوارق" الرمز البارز سابقا في تحالف 23 ماي من اجل التغيير ( الموقع على اتفاق الجزائر) والذي تربطه علاقات قرابة وشخصية متينة مع من قياديي التحالف، السياسي إياد اغ غالي و العسكري حسن فاغاغا، رد على كثير من الاتهامات التي راجت منذ فترة حول شخصيته وماضيه وأهدافه الحقيقية من وراء التمرد، ومنها اتهامه "بالطابع المزاجي المتقلب" وكذا "علاقاته المشبوهة مع القاعدة في أفغانستان ومع أمراء الجماعة السلفية في الساحل الإفريقي" وشبكات التهريب وتجارة المخدرات، ولأجل ذلك قال باهنغا أن بلمختار والبارا وبقية أمراء السلفية "استوطنوا شمال الساحل الإفريقي في ظروف فراغ سياسي وأمني حيث تخلت كثير من دول المنطقة عن دورها في مراقبة أراضيها وحدودها وتواطأ بعض مسؤوليها في ذلك" وكشف أن زعماء التوارق وجهوا العام الماضي رسائل "تحذيرية واضحة" الى عناصر الجماعة السلفية يطالبونهم "بمغادرة أراضينا بسبب المشاكل التي سببوها لنا مع كثير من الدول والأصدقاء" قبل اعلان الحرب "التي لا تزال مستمرة عليهم" كما تحدث "بكل صراحة" عن الرحلة الشهيرة التي قادته للاقامة في باكستان قبل أربع سنوات، وقال أنها جاءت في إطار جماعة الدعوة والتبليغ ولم يلتق خلالها باي من منتسبي القاعدة او طالبان. في حواره الذي تنشره الشروق كاملا، يتحدث إبراهيم باهنغا عن التنسيق مع أبناء العمومة في الحركة النيجيرية من اجل العدالة الين يقودون بدورهم تمردا مسلحا مماثلا ضد حكومة نيامي منذ مطلع العام، عن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وعن قضايا أخرى عديدة تقرؤونها كاملة. عبد النور بوخمخم