كشفت مصادر موثوقة للشروق أن زعيم المتمردين التوارق في شمال مالي إبراهيم باهنغا، يتواجد منذ أسبوع في الجزائر العاصمة، في مباحثات تهدف إلى "إنقاذ اتفاق الهدنة" الذي التزم به الطرفان في 19 سبتمبر الماضي بوساطة من السفير الجزائري في باماكو عبد الكريم غريب. وقالت ذات المصادر أن باهنغا دخل الجزائر عبر تمنراست من الحدود البرية قبل أن يتوجه الى الجزائر العاصمة، وقالت وكالة الأنباء الفنرسية من جهتها نقلا عن مصادر ترقية في مالي، أن الزعيم التاريخي لجبهة تحرير الأزواد التي قادت الحرب ضد باماكو بداية التسعينيات لحق بدوره بباهنغا من اجل دفعه الى إطلاق سراح ما لا يقل عن 20 جنديا ماليا لا زال يحتجزهم منذ أكثر من شهرين .. ولم تذكر مصادرنا المدة التي تدومها مهمة باهنغا وإياد غالي في الجزائر، إلا أنها قالت بأنها "قد تنتهي قبل نهاية الأسبوع الجاري" وكان باهنغا في أول حوار له مع الشروق قد قال منتصف الأسبوع الماضي أن "الهدنة انتهت مع نهاية شهر رمضان وأن الحرب وحدها الحل الذي يلوح في الأفق" الى ذلك كشفت تقارير صحفية نشرت امس في مالي أن نقيبا فارا من الجيش المالي أعلن تمردا مسلحا جديدا في شمال البلاد تنحدر عناصره من القبائل العربية التي تقطن الى شمال مدينة تومبوكتو بالقرب من الحدود مع موريتانيا والجزائر، وهي أول مرة من عودة التوتر إلى المنطقة تنضم فيه عناصر عربية التمرد بعدما كان محصورا في عناصر محسوبة على توارق إيفوغاس، يقودهم الثلاثي فاغاغا، إياد غالي وإبراهيم باهنغا. الأمر الذي يهدد بإعادة إشعال كل المنطقة كما كانت عليه بداية التسعينيات عندما تمرد كل الشمال المالي على اختلاف مكوناته العرقية ضد حكومة باماكو المركزية .. وخلا لتلك الفترة كان قائد التمرد الجديد واسمه النقيب حسيني غلام ينتمي الى الجبهة العربية الاسلامية للازواد، إحدى أهم الفصائل الأربعة التي توحدت خلال الحرب تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الأزواد، وتضم عناصر عربية "متدينة" قادها في ذلك الحين المدعو عبد الرحمان قلة، وهو دبلوماسي مقيم حاليا في العاصمة السعودية الرياض. عبد النور بوخمخم