أعادت وكالة الأنباء الجزائرية، الأحد، التذكير بالمشوار الناجح للملاكم المغفور له بإذن الله حسين سلطاني، وتطرّقت بشكل غير مسبوق لحادثة اغتياله. ويأتي التطرّق لهذا الرياضي الفذ ضمن الإحتفال هذه الأيام بخمسينية اللجنة الأولمبية الجزائرية، بعد أن كان الخوض في أسباب وفاته لدى وسائل الإعلام العمومي أشبه ب "الطابو". وكان الملاكم حسين سلطاني قد منح الجزائر أول ميدالية ذهبية أولمبية في الفن النبيل، خلال دورة مدينة أطلنطا الأمريكية عام 1996، وبعد أن قهر في المنازلة النهائية منافس له من بلغاريا، كما افتك من قبل في نسخة أولمبياد برشلونة 1992 ميدالية برونزية. واعتزل سلطاني - المولود بمدينة بودواو (بومرداس) ذات ديسمبر من عام 1972 - الملاكمة بنظامها الهاوي واقتحم غمار الإحتراف عام 1998، حيث شارك في 4 منازلات حسمها لمصلحته، وانتهى نصفها بالضربة القاضية، قبل أن يعلّق القفازين ويوقف مشواره الرياضي نهائيا عام 2000. واغتيل سلطاني بمدينة مرسليا الفرنسية بتاريخ الفاتح من مارس 2002 وسط ظروف غامضة، قبل أن ينقل جثمانه إلى الجزائر ويدفن بمسقط رأسه ببودواو عامين من بعد. ويدرج حسين سلطاني كامتداد لنجوم الملاكمة الجزائريين أمثال إبن سور الغزلان "عمر لو نوار" المقيم بالحراش الذي تألّق نجمه عالميا في ثلاثينيات القرن الماضي، قبل أن يغيّبه الموت بسبب داء السل، وشريف حامية (سطيف) ولوصيف حماني (تيزي وزو) وموسى مصطفى (وهران) والمغترب محمد زاوي، وكذا الذين عاصروه أو أتوا بعده أمثال محمد بحاري (سيدي بلعباس) ومحمد بن قاسمية (بوفاريك) ومحمد علالو (الأخضرية/ البويرة). وما تزال الملاكمة مشتلة خصبة للمواهب، كما تظل لصيقة بوصف "الأب الفقير" للرياضة الجزائرية! كونها منحت الرياضة في بلادنا عديد التتويجات لاسيما الأولمبية، مقارنة بالإمكانات القليلة المرصودة وتلك الهائلة الممنوحة لمسابقات أخرى.