تناشد عائلة سعودي السلطات المعنية التدخل العاجل لإعادة النظر في قضية ابنهم "عمر"،41 سنة، الذي قضى فترة سبع سنوات في السجن، خمسة منها دون محاكمة، تعرض خلالها للإعاقة والشلل على مستوى اليد والرجل اليمنى بالإضافة إلى مرض القلب وضرر كبير على مستوى الكليتين ناهيك عن الضغوط النفسية والإرهاقات الجسدية التي تنتابه في فترات متقطعة، وذلك بعد تناوله لأدوية غريبة كانت تستعمل في تنويمه –حسب تصريح محامي العائلة- . وهذا ماجعله يتنقل للعديد من السجون التي عادة ما كانت ترفضه وتحوله إلى المستشفيات المجاورة لها وتحبسه في غرفة انفرادية لعدة أيام. وأكد والد العائلة أثناء زيارته لجريدة "الشروق اليومي" أن ابنه كان يقتاد إليه بالسلاسل دون مراعاة أدنى حقوق الإنسانية وكأن ابنه في سجن "غوانتانامو". كما كشف عن القصة الكاملة لمأساة ابنهم الذي كان رياضيا محترفا في الملاكمة يشهد بحسن خلقه كل من يعرفه من بعيد أو من قريب كما شهد له بحسن السيرة أثناء تأديته للخدمة الوطنية، إلى غاية سنة 2001 حين اقتحمت مجموعة من الشباب الملثم بيته وأقدموا على ضربه وتقييده ثم قتلوا زوجته وأبناءه الثلاثة – حسب تصريح العائلة - وهذا ماجعله يصاب بصدمة نفسية عنيفة انقطع فيها عن الأكل والشرب والكلام ، والغريب في الأمر والذي لم يصدقه كل من سمع بالقضية هو أن المحكمة اتهمت "عمر" بقتل زوجته وأبنائه وأدخلته السجن لمدة خمسة سنوات دون محاكمة إلى غاية 11 / 09 /2006 حيث حكم عليه بالإعدام دون أدلة قطعية وواضحة غير الشكوك والتوقعات- حسب العائلة- حيث نقل بعدها للعديد من السجون على غرار سجن الحراش بالعاصمة وسجن بوصوف بقسنطينة وسجن بابار بالبويرة وسجن سطيف... وكشفت عائلة سعودي أن بداية المرض الذي أصاب ابنهم كان سنة 2004 حين لوحظ أن يده اليمنى لم تعد قادرة على الكتابة، بالإضافة إلى التدهور الكبير لرجله التي أصيبت بعدها بالإعاقة. كما أثبتت تقارير طبية أن عمر أصيب بمرض القلب وتدهور كبير في الكليتين لتتواصل حالته الصحية تدهورا يوما بعد يوم. وما تخشاه عائلة سعودي هو إصابة عمر بانهيار نفسي وجسدي قد يقعده الفراش طوال حياته مما جعلها تبعث برسالة مستعجلة لوزير العدل ورئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ليتدخل شخصيا في هذه القضية بصفته القاضي الأول في البلاد. ومما زاد من تخوف العائلة هو تأكيد المحامي أنه في حالة ما أستدعي المتهم عمرولم يمثل أمام النيابة حتى ولو كانت الظروف خارجة عن نطاقه في الانتقال إلى محكمة الجزائر فإنه سيلقى نفس الحكم السابق خاصة وأن عمر اليوم يقبع في سجن بابار بخنشلة أين يصعب الاتصال به أو زيارته نظرا للأوضاع المادية المتواضعة للعائلة. بلقاسم حوام