ظلت البنوك السويسرية لعقود طويلة متميزة عن غيرها في دول العالم بأنظمتها السرية تجاه حسابات المودعين والأثرياء، حيث كانت سويسرا وجهة لرؤوس الأموال التي يريد أصحابها اكتنازها بسرية تامة. بيد أن هذه الميزة يبدو أنها في طريقها للزوال، فقد ودع السويسريون عام 2013 ومعه أيضا سرية الحسابات المصرفية، وكان لتلك الأموال الفضل في النهوض بسويسرا على الساحة الاقتصادية العالمية خلال القرن العشرين، كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أصر الاتحاد الأوروبي وأمريكا على ضرورة ترتيب الساحة المالية السويسرية، بما يضمن عدم سماحها باستقبال ثروات غير خالصة الضرائب في المنبع وتبادل تلقائي للمعلومات والبيانات حول ثروات رعايا الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في البنوك السويسرية. ووفقا لموقع "العربية نت"، فإن الدول المتضررة من سرية الحسابات المصرفية السويسرية استعانت بضغوط واسعة من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعتي "الثماني" و"العشرين"، والتي وضعت سويسرا ضمن قائمة الدول غير المتعاونة في مكافحة التهرب الضريبي ما كان سيعرضها لعقوبات اقتصادية. وطبقا لتصنيف مؤسسة "بوسطن كونسالتينج غروب" الأمريكية، فإن سويسرا تحتل المرتبة الأولى عالميا في استضافة ثروات أجنبية بقيمة 2.2 تريليون دولار، فيما تأتي في المرتبة الثانية كل من سنغافورة وهونج كونج بما قيمته 1.2 تريليون دولار لكل منهما ما يجعل من الساحة المالية السويسرية محط اهتمام الساسة وصناع القرار الاقتصادي في العالم. وبموجب الاتفاقيات التي وقعتها سويسرا مع كل من الولاياتالمتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي سيتحتم على البنوك السويسرية تزويد السلطات الأجنبية ببيانات المودعين الأثرياء، بل يجب على البنوك السويسرية أن تقوم باستقطاع الضرائب المستحقة على الثروات المودعة في بنوكها وتسليمها إلى السلطات الأمريكية وسلطات الدول الأوروبية المعنية. ويأتي موقف سويسرا الضعيف والحرج للسلطات، بسبب اعتراف حوالي 150 مصرف سويسري ومؤسسة مالية بارتكاب مخالفات قانونية في الدول التي تعمل بها والمساهمة في تهريب وإخفاء ودائع الأثرياء في حسابات سرية.