كشف الصحفي الفرنسي جان بيار تيكوا أن ديبلوماسيين في وزارة الخارجية الفرنسية كانوا متحمسين لإمضاء معاهدة صداقة بين فرنساوالجزائر في غضون زيارة الدولة التي قام بها الرئيس السابق جاك شيراك إلى الجزائر في ربيع 2003. وقال جان بيار تيكوا، المكلف بشؤون المغرب العربي في يومية "لو موند" الباريسية، في كتاب صدر قبل أيام في باريس ("باريس- الجزائرالعلاقة الجهنمية") * أن بعض الديبلوماسيين في باريس دافعوا عن الفكرة في الأيام التي تلت زيارة شيراك، وهي أول زيارة دولة لرئيسي فرنسي إلى الجزائر منذ إمضاء معاهدات إفيان. ولم يعط جان بيار تيكوا الذي يعرف عنه أنه على دراية بالعديد من المسائل المتعلقة بالعلاقات الفرنسية-المغاربية تفاصيل إضافية حول الموضوع، وأكتفي بالإشارة أن مشروع معاهدة الصداقة أضاع فرصة طبعه على الجرائد الرسمية للبلدين في ذلك الظرف. وأشار صاحب الكتاب أن جاك شيراك ارتكب خطئا بإعلانه في صيف 2004 في باريس لمناسبة انعقاد الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا أن المعاهدة الجزائرية سيتم المصادقة عليها خلال العام الموالي (2005)، وما دفع الرجل الأول في الإليزيه إلى تحديد أفاق إلى المشروع الجو الساخن الذي كان يعم العلاقة الثنائية. وقد تميزت هذه العلاقة بين نهاية 2003 ونهاية 2004 بظرف سنيح لم تشهده منذ تفاقم الأزمة الجزائرية في غضون توقيف المسار الانتخابي في ديسمبر 1991، ورحيل الرئيس الشاذلي بن جديد من سدة الحكم، وهي التفاعلات التي أثرت على العلاقة الثنائية، خاصة بعد تصريحات الرئيس الفرنسي وقتها الاشتراكي فرانسوا ميتيران ضد توقيف المسار الانتخابي وندائه عام 1994 أمام نظرائه في الإتحاد الأوروبي من أجل عقد ندوة دولية حول الأزمة الجزائرية. وأوضح جان بيار تيكوا أن دبلوماسيا فرنسيا حذر الفريق المحيط بجاك شيراك بعدم تحديد تاريخ لإمضاء معاهدة الصداقة عندما علم فحوى مشروع خطاب الرئيس الفرنسي أمام سفراء "الكي دورسييه"، وأضاف صحفي جريدة "لو موند" أن تحذير الدبلوماسي جاءت متأخرة لأنه بالرغم من سحب تاريخ 2005 من كلام شيراك إلى أن مشروع المسودة وزع على الإعلاميين الذين ذكروا في مقالتهم المنشورة في اليوم الموالي عام 2005 كأفاق محتملة لإمضاء معاهدة الصداقة بين البلدين. ف علامة