ينتظر أن يكشف النقاب خلال زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر ابتداء من أمس، عن الشكل الذي سيأخذه التعاون الجزائروفرنسا بعد أن صرح كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالتعاون جان ماري بوكيل ساعات قبل بداية الزيارة أن معاهدة صداقة ليست ضرورية بين البلدين. جاء تصريح كاتب الدولة المكلف بالتعاون والفرونكوفونيا لدى وزير الخارجية الفرنسي أمس ليؤكد في ظرف أيام قليلة ما أعلن عنه قصر الإليزيه بأن زيارة ساركوزي للجزائر ستفضي إلى توقيع وثيقة شاملة تكون بمثابة "معاهدة صداقة مبسطة". وأوضح كاتب الدولة الفرنسي للتعاون في تصريح لراديو مونتيكارلو نقلته وكالة رويترز، عدم ضرورة قيام معاهدة في شكلها الكلاسيكي بين الجزائر ، أي كما دع إليها الرئيس السابق جاك شيراك حيث قال "فإما أن تطلب الجزائر معاهدة صداقة يمكن مناقشتها، أو تعتبر أنها ليست فكرة حسنة وفي هذا الوقت يمكننا أن نعمل أشياء معا دون الإمضاء على معاهدة". واعتبر جان ماري بوكيل "إن ما يهم هو واقع الصداقة وزيارة الدولة لنيكولا ساركوزي اليوم ستكون واقع تلك الصداقة" مضيفا أن "اليوم نقوم بذلك بطريقة جد واضحة ودون عقدة. أعتقد أن ما يهم اليوم في هذه العلاقة هو ذهنية لا تنكر التاريخ ". ومنذ مغادرة شيراك قصر الايليزي فقد تم التخلي على فكرة معاهدة الصداقة و استبدالها بمبدأ التعامل مع الجزائر "دون عقدة ولا باحترام" لكنها لا تريد أن تملي ذلك للجزائر إذا رأت الجزائر من جهتها أن إمضاء معاهدة صداقة أمرا ضروريا للتعاون بين البلدين، على خلفية الثقل التاريخي بين البلدين، فكل الصيغ قابلة للمناقشة من منظور فرنسا، المهم هو الحفاظ على الجزائر كشريك استراتيجي ومنطقة مصالح لا يمكن لفرنسا تضييعها "نحن نحتاجهم وهم يحتاجوننا" قال بوكيل". وإذا كانت ملف معاهدة الصداقة قد طوي في نظر المسؤول الفرنسي، فإن شكل التعاون بين الجزائروفرنسا سيتجه نحو إبرام "اتفاقية شراكة وهي وثيقة شاملة تكون بمثابة معاهدة صداقة مبسطة" عمرها 10 سنوات سينظر إليها كشراكة متميزة بين البلدين، جاءت لتوسع الاتفاقية الثقافية والعلمية والتقنية التي توشك على نهايتها لتشمل مجالات أخرى منها الاقتصاد. ويذكر أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تصور في برنامجه "معاهدة أوربية مخففة" لتعويض مشروع الدستور الأوربي، وجاء على خطاها إفراغ معاهدة الصداقة الجزائرية-الفرنسية من محتواها إلى درجة عدم تصور جدواها يدخل في إطار سياسية ساركوزي الجوارية التي يفضل من خلالها "الأفعال" و"المشاريع الملموسة" بدل ربط فرنسا بمعاهدات تكتسي القيمة المعنوية والتاريخية تضع بلاده في موقف احترام التزاماتها تجاه أصدقائها، فالأهم من ذلك بالنسبة لساركوزي هي تثمين علاقات بلاده اقتصاديا وليس سياسيا وتاريخيا. غنية قمراوي