إستطاعت تصريحات القائد السابق للقوات البرية الليبية اللواء خليفة حفتر، الداعية إلى تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري، أن تزعزع أمن العاصمة طرابلس، وتؤثر سلباً على جميع المرافق الحيوية الموجودة في المنطقة، على رغم تأكيده أن ما حصل ليل، الخميس، لا يمكن تسميته "بالانقلاب العسكري". إعلان حفتر خارطة طريق من خمسة بنود، كانت كفيلة بإثارة الفوضى في البلاد من خلال مشاركة عدد كبير من الشبان الليبيين وقسم من الجنود التابعين للواء خليفة في الانتشار بالشوارع مسلحين وقيامهم بإغلاق الطرقات والسيطرة على مرافىء حيوية في المنطقة، الامر الذي دفع بالسلطات الليبية إلى إتخاذ إجراءات قانونية بموجب القانون العسكري ضد حفتر. وإستطاع اللواء حفتر كسب شعبية واسعة من خلال دعمه للثورة الليبية منذ إنضمامه إلى ثورة 17 فيفري. ولعب حفتر دوراً بارزاً في دعم الثوار مادياً ومعنوياً في الجبهات، قبل مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي. وكان العسكريّ الليبي البارز إنشقّ عن نظام القذافي منذ أواخر الثمانينيات وعاد إلى ليبيا بعد منفى في الولاياتالمتحدة دام لاكثر من 20 عاماً. وإستطاع حفتر ومجموعة من الضباط وعدد من الجنود الرافضين لسياسة القذافي أواخر 1987، من إنشاء ما سمي بالجيش الوطني الليبي كجناح عسكري تحت قيادته. وسعت المجموعة من منفاها إلى دعم المعارضة الليبية. وبعد عودته من منفاه، لعب حفتر دوراً مهماً في مساندة الثوار. وخلال فترة إعادة تشكيل الجيش الوطني الليبي في نوفمبر 2011، توافق نحو 150 من الضباط على تسمية حفتر رئيساً لأركان الجيش، معتبرين أنّه الأحقّ بالمنصب نظراً ل"أقدميته وخبرته وتقديراً لجهوده من أجل الثورة".