فأجا القضاء المصري العالم أجمع، بإصداره أحكاما جماعية بالإعدام، في حق متظاهرين ضد الانقلاب بالعسكري ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، ولاقت خطوة القضاء المصري ومن ورائه السلطة الحاكمة استهجانا واسعا، واعتبرت الخطوة محاولة ل"لترعيب المصريين وخاصة الإخوان من الخروج إلى الشارع". قالت مصادر قضائية وأمنية إن محكمة المنيا، قضت أمس، بإحالة أوراق المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع و682 آخرين إلى المفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم لإدانتهم في قضية اضطرابات وقعت بمحافظة المنياجنوبالقاهرة في أوت، وفي قضية أخرى تتصل بأحداث وقعت في نفس المحافظة في نفس الشهر قضت محكمة جنايات المنيا بإعدام 37 من مؤيدي الجماعة، كما أنزلت عقوبة السجن المؤبد على 491 آخر. وكانت الدائرة التي يرأسها المستشار سعيد يوسف صبري قد قضت في الشهر الماضي بإحالة أوراق 528 متهم إلى المفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم في قضية الاضطرابات التي وقعت في منطقة مطاي بمحافظة المنيا، لكنها غيرت حكمها النهائي يوم الاثنين إلى إعدام 37 والسجن المؤبد للباقين. والحكم قابل للطعن أمام محكمة النقض، أعلى محكمة مدنية مصرية. وصدر الحكم في القضية حضوريا على 149 متهم وغيابيا على الباقين. وتعاد المحاكمة للمحكوم عليه غيابيا إذا سلم نفسه أو ألقت الشرطة القبض عليه. وقالت المصادر إن المحكمة حددت جلسة 21 جوان للنطق بالحكم في القضية الثانية التي تتصل باضطرابات وقعت في منطقة العدوة بمحافظة المنيا. ويتوقع مراقبون أن يكون من شأن الحكم الذي صدر على بديع في القضية زيادة الاضطراب في مصر. وتتخوف منظمات حقوقية من أن تكون المحاكمات وأحكام الإعدام -وهي الأكبر في تاريخ مصر الحديث- مؤشرا على مسعى لإسكات المعارضة. واعتبر القيادي في حزب الحرية والعدالة -الذراع السياسي لجماعة الإخوان المحظورة- أيمن ناهد، الأحكام الجماعية بالإعدام، بأنها "أحكام سياسية"، وقال في حديث مع الشروق من القاهرة "لا أساس قانوني أو أخلاقي للأحكام الصادرة من قضاء جائر مستبد... عند محاكمة ضباط الشرطة في أحداث القتل التي صاحبت الإطاحة بحسني مبارك، كان يتم تبرئتهم بدعوى عدم معرفة مطلق الرصاص، فكيف يتم اليوم إدانة أزيد من 500 شخص في حادث مقتل رجل أمن، هذا الأمر يعرف في القانون الشيوع، فلا يمكن بأي حال من الأحوال إدانة العشرات في حادث واحد". وعن هدف السلطات من هذه الخطوة، وإن كان "ترعيبا" للمصريين، يقول أيمن ناهد "كلها محاولات للضغط، وحتى يمنعوا الناس من النزول والتظاهر ضد الانقلاب، لكن لتعلم هذه السلطة الانقلابية أن رصاصها وقضاءها لن يرهبانا". وبخصوص مآلات القضية، بإحالة ملف المدانين بالإعدام إلى مفتي الجمهورية، أوضح أيمن ناهد أن كلمة مفتي الجمهورية لا تليق بشوقي علام، الذي وصفه ب"رجل النظام"، الذي يفعل ما يملى عليه، علما، أن تنفيذ حكم الإعدام في مصر يقتضي موافقة المفتي.
المرشد العام: لو أعدموني ألف مرة فلن أنكص عن الحق قال أسامة، نجل الرئيس محمد مرسي، إنه حضر اليوم لحظة تاريخية بامتياز، لحظة أن أخبرهم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين بأحكام الإعدام الصادرة بحقه وآخرين من خيرة رجالات وشباب مصر. وأوضح أسامة عبر "الفايس بوك" أن فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين قال من خلف قفص الظلم: "لو أعدموني ألف مرة، والله لا أنكص عن الحق، إننا لم نكن نهذي حين قلنا إن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.. اللهم فاقبل.. اللهم فاقبل".
اتحاد العلماء المسلمين يدين أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحكم بالإعدام في حق 683 مواطن من بينهم المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ الدكتور محمد بديع. وأكد الاتحاد أن تلك الأحكام غير القائمة على أي تحقيقات نزيهة ولا أجواء سياسية مستقرة في ظل سلطة الانقلاب الحالية في مصر تحجب أي مصداقية عنها، وتؤكد أنها بمثابة نيل من المعارضين، ونربأ بأي قضاء في العالم أن يصل إلى هذا المستوى من فقدان العدالة. وعبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن قلقه الشديد والبالغ من الحالة التي وصلت إليها الحريات العامة في مصر، حيث طال القمع الجميع من العلماء والنساء والرجال والطلاب والأطفال، وانتشرت حالات القتل للمعارضين دون أي وجه حق، والاعتقال القسري بما يخالف كل قواعد الشرع الإسلامي الحنيف، والقوانين والأعراف والاتفاقيات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.