حمل رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عمار سعداني، النائب عبد الحميد سي عفيف، مسؤولية "التسريبات الإعلامية المغرضة"، التي طالت شخصه في الأيام الأخيرة، واعتبرها "مستهلكة، ولا أساس لها من الصحة"، الهدف منها البحث عن مكاسب سياسية حزبية، ومصالح شخصية ضيقة. واستغرب سعداني في تصريح ل"الشروق اليومي"، على هامش انعقاد الدورة العادية للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني، إعادة تسريب مثل هذه الأخبار في هذا الوقت، معتبرا إياها محاولة يائسة للتأثير عليه والتقليل من حظوظه في تولي مسؤوليات راقية على مستوى الحزب. وعلق سعداني في أول رد فعل له على الانتقادات التي طالت فترة تسييره للمجلس، قائلا بأنها لا تستند إلى أدنى حجة، مؤكدا على أنه رئيس المجلس الوحيد الذي فتح المجال أمام كل المؤسسات الرقابية، ومدققي الحسابات من أجل الوقوف على سلامة تسيير مرحلته، مشيرا إلى أنه أدى المهمة التي أوكلت إليه وغادر المجلس مثلما دخله، "ولم تسجل ضدي أية مؤاخذة حول ما تعلق بالتسيير المالي". ولم يترك سعداني الفرصة تمر من دون أن يرد على التهم التي طالت شخصه، فيما يتعلق بتوظيفه لمديرة معهد التكوين البرلماني، والتي قدمت على أنها كانت مجرد مضيفة بمصالح الخطوط الجوية الجزائرية، بحيث أكد بأن هذه السيدة كانت "طيارة وليست مضيفة، وتتقن ثلاث لغات حية بطريقة جيدة، من بينها الانجليزية"، الأمر الذي ساعد المجلس كما قال سعداني، في إنجاح المهمات التكوينية التي أنيطت بالمعهد الذي كانت تشرف عليه. وأضاف سعداني أن هذه السيدة، ساهمت في إقناع الأمريكيين باختيار الجزائر، دون تونس والمملكة المغربية، بالمساهمة في تكوين البرلمانيين الجزائريين، بل وساهمت أيضا، كما قال، في تنظيم دورات تكوينية لبرلمانيين من الجارتين تونس والمغرب، هنا في الجزائر. وأرجعت مصادر مطلعة من داخل الحزب العتيد، عودة الجدل حول فترة رئاسة عمار سعداني للمجلس، وما شابها من مؤاخذات حول ظرف وحيثيات تسييره لهذه الهيئة، بالرغم من مرور ما يزيد عن نصف سنة من تناول هذه القضية، للصراع الخافت أحيانا والظاهر أحيانا أخرى، بين من تبقى من أنصار الرئيس السابق، والجديد للغرفة السفلى ممثلا في شخص عبد العزيز زياري. وتؤكد مصادر عليمة، أن التيار لا يكاد يمر بين الرئيس زياري وكتلة الحزب العتيد بالمجلس، ويستدلون على ذلك، بكون الرئيس الجديد، لم يشرف الكتلة ولو مرة واحدة بزيارة مقرها الموجود في الطابق الأول، بل ظل في كل مرة، هو من يدعو مسؤوليها للصعود إليه في مكتبه الكائن بالطابق الخامس، الأمر الذي دفع بعض المتابعين للقول بأن قلعة الأفلان في زيغود يوسف، تعيش على وقع من يوصفون ب"البيطاطيين"، نسبة إلى الرئيس الأسبق للمجلس، المرحوم رابح بيطاط، ممثلين في شخص عبد العزيز زياري، ونائبه وعضو مكتب المجلس، النائب عن ولاية المدية وزاني عمر، وعدد من نواب العاصمة، الذين فرضهم زياري على قيادة الحزب في التشريعيات الأخيرة، وبين الموالين لشخص الرئيس السابق، عمار سعداني، وفي مقدمتهم رئيس الكتلة العياشي دعدوعة. وتشير المصادر ذاتها، إلى أن أنصار جناح زياري في المجلس، حاولوا تقزيم الجناح الآخر، من خلال دفع رئيس كتلة الحزب بالمجلس العياشي دعدوعة للترشح لعضوية المجلس الدستوري بهدف التخلص من تأثيره داخل الغرفة السفلى، قبل حوالي شهرين، غير أن الجناح الموالي لسعداني، تفطن للخدعة، ليتراجع دعدوعة في آخر لحظة، تاركا المجال لوزير الإعلام الأسبق محمد عبو. محمد مسلم