ربطت العودة المفاجئة لعضو الهيئة القيادية لجبهة التحرير الوطني ورئيس المجلس الشعبي الوطني السابق، عمار سعداني، نهاية الأسبوع الماضي، إلى ولاية الوادي، بانتخابات تجديد العضوية في مجلس الأمة، وبروز اسم شقيقه كمرشح عن الأفالان للفوز بمقعد الولاية بالغرفة العليا• غير أن قدومه أثار رياحا معاكسة داخل الحزب العتيد ومن قبل منافسين بالأحزاب الأخرى قد تعصف بمساعي الضيف القديم-الجديد• كما اعتبر البعض الزيارة بمثابة تحضير مسبق للمؤتمر القادم للأفالان، والتي يحبذها أن تكون صامتة ومن الجنوب• وتأتي الزيارة المفاجئة لسعداني بعد غياب طويل أثار الكثير من التساؤلات لدى سكان المنطقة ومنتخبيها ورجال السياسة، سيما بعد استبعاده من الساحة السياسية مؤخرا وسط ظروف غامضة لازالت تصنع الحدث وسط الطبقة السياسية بولاية الوادي، لكون عمار سعداني من الشخصيات الصانعة للقرار بالولاية في وقت سابق بسبب قدرته القوية على التأثير في مناضلي الحزب العتيد، وحتى في بعض الأحزاب الأخرى التي له بها علاقات متينة، إلى درجة أن الكثيرين يعتبرون بعضها ذيولا صنعها ذات الرجل بغية ضمان بسط نفوذه بالولاية• غير أن ما حدث للرئيس السابق للبرلمان غيّر مجرى الأحداث ودفع بالكثير من منتخبي الأفالان الى إعلان التمرد على المحافظة بالوادي، كان آخرها في الانتخابات المحلية والولائية• ويتكرر نفس السيناريو اليوم في انتخابات مجلس الأمة، بعدما طرح اسم شقيق عمار سعداني كمرشح للأفالان في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة• ترشيح شقيق عمار لانتخابات مجلس الأمة لم يستصغه الأفالانيون، وشكلّ عدد كبير منهم كتلة مضادة للحيلولة دون وصول سعيد سعداني، شقيق عمار، إلى مجلس الأمة، لكونه، حسبهم، يعتبر تكريسا لمنطق اللاشفافية، بحيث وصل عدد الكتلة المتمردة التي انضم إليها بعض المتمردين من الأرندي والأفانا إلى قرابة 90 عضوا منتخبا• هذه التغيرات في الساحة السياسية بولاية الوادي فرضت على عمار سعداني النزول إلى ولاية الوادي لضبط عملية انتخاب شقيقه، سيما وأنّ له تأثير قوي على قواعد الأفالان• ورغم كون الزيارة تزامنت مع حفل زفاف ابنته، إلا أن الحضور المكثّف والقوي لقواعد الأفالان إلى مأدبة الغدذاء التي نظمت في العرس، كشفت أن الرجل لازالت لديه يد متينة بولاية الوادي، وأعاد الأنفاس إلى قيادة محافظة الأفالان بالوادي التي تراجعت حظوظ وصول مرشحها الى مجلس الأمة، سيما بعد بروز مرشحين قويين من شريكيه في التحالف، ونعني بهما كلا من رجل الأعمال السوفي عبد القادر قعري، مرشح الأرندي، والذي أقسم أنه سيصل الى البرلمان ولو كلّفه الأمر غاليا• ويعوّل مرشح الأرندي على منتخبي كتلة التغيير التي تضم عددا من المتمردين من الأحزاب الوطنية• وفي الضفة الأخرى، يوجد مرشح قوي آخر طرحته حركة مجتمع السلم، التي تراهن على ضمان إبقاء مقعد مجلس الأمة لديها، باعتبار أن آخر انتخابات لمجلس الأمة فازت بها حمس، ومرشحها الحالي معروف بسمعته الطيبة وصيته الكبير، لكون كمال بخليلي، يشغل حاليا منصب رئيس بلدية أم الطيور لعهدة ثالثة على التوالي، يراهن على أصوات منتخبي منطقة وادي ريغ، التي تضم ثماني بلديات تعاني التهميش في جميع المواعيد الانتخابية، وهي الثغرة التي تفطنت لها حمس وراهنت عليها• هذه المتغيرات الجديدة أمام رئيس المجلس الشعبي الوطني تأتي وسط أنباء تتحدث عن عودة المياه الى مجاريها مع محيط رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي يبدو أنه غضب من سعداني لأسباب خاصة تكتّم عنها حتى عمار سعداني نفسه، حيث تقول مصادر ''الفجر'' أنه سيعين سفيرا للجزائر بماليزيا قريبا، في فترة تدوم ربما عامين على أن يعود بعدها للواجهة السياسية بالجزائر•