من شدة الحرج رفضت البرعمة »أمال« صاحبة العشر سنوات الحديث إلينا أو أن تطلعنا على وجهها الشاحب الذي يكاد أن يحوله مرض »الكريزوديرما« إلى سرطان جلدي؛ حقيقة لا مفر منها إذا ما استمرت على حالها، لكن وحدها وزارة التضامن الوطني أو ما يدر به ذوو القلوب المحسنة بإمكانها إعالة عائلة »أمال« وتحقيق أمنيتها التي طالما حلمت بها: التخلص من المرض والالتحاق بمقاعد الدراسة كغيرها من الأطفال. صعب جدا أن يتحقق حلم »أمال« لأن الكل أصبح يهابها ويخشى التقرب منها خوفا من انتقال العدوى، رغم أن الأطباء أكدوا لعائلتها بأن المرض النادر الذي أصاب ابنتها وراثي ولا يعدي، ومع ذلك منعها مدير مدرسة ابتدائية من أن تدرس بمؤسسته. هي حقيقة لا مفر منها، لكن صعب على والدها ياخو مدني تحملها، وهو ما يعكس ملامح وجهه الحزينة، يرى ابنته تتألم ولكن ما باليد حيلة، امتلأت عيناه بالدموع بمجرد أن بدأ الحديث قائلا، إن حالة ابنته كانت لا بأس بها منذ ولادتها لكن بمجرد أن بلغت العامين من عمرها بدأت الأعراض تظهر على وجهها ورقبتها... حبات سريعة النمو تظهر فجأة بحجم الميلميترات وفي فترة قصيرة جدا يزداد حجمها لتتحول إلى شبه أورام. وقد قام الوالد في 2003 بنقلها إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي حيث أجريت لها عملية جراحية على مستوى الوجه استأصلوا على إثرها تلك الحبات التي شوهت وجها، لكن المشكل أنها لم تتخلص منها نهائيا، فبعد فترة ظهرت الحبات مجددا ومازالت ليومنا هذا تعالج بنفس المستشفى وتم تشخيص دائها من قبل الأطباء على أنه مرض »الكريزوديرما« الذي حول حياة البراءة إلى جحيم، وقد اقترح الأطباء على والد أمال اقتناء مرهم يدعى »إسبيكتيريان« يقدر ثمنه ب1005 دينار، تدهن به وجهها 5 مرات في الأسبوع. وبحكم فقر والدها البطال والقادم من زهانة بولاية معسكر، فإنه يعجز حتى على تسديد مصاريف النقل للعلاج بالعاصمة، ولا أن يقتني الخوذة »الكاسك« التي نصح الأطباء آمال باستعمالها لكي تقيها أشعة الشمس لأن تعرضها للشمس يزيد من حجم تلك »الأورام«. ولدى استفسارنا عما إذا سبق للعائلة وأن أصيبت بهذا المرض وإن كان وراثيا أم لا؟، فقد نفى والد أمال ذلك، في حين أكد أن أحد أشقاء آمال توفي بهذا الداء في 2004 وهو لا يتعدى التاسعة من عمره. ورجح من جهة أخرى سبب حالة ابنته إلى زواج الأقارب على خلفية أن زوجته ابنة عمه، ويبقى احتمال هاته الفرضية واردا إلى غاية إثبات العكس. ويناشد الوالد ذوي القلوب المحسنة بأن ترأف بأمال وتعيد لها البسمة قبل أن يفتك بها مرض السرطان، وكذا وزارة التضامن عساها تلتفت وتتكفل بأمال، لأن حالتها تهتز لها القلوب وتقشعر لها الأبدان، فهل من محسن؟. سليمة حمادي