عاش سكان مدينة عين أزال، الواقعة جنوب ولاية سطيف، حالة من الفوضى منذ أول أيام عيد الفطر المبارك، عبر أحداث مأساوية بسبب وفاة شاب في عقده الثالث، متأثرا بطلقة نارية من مسدس شرطي برتبة حافظ أمن، كان في حالة دفاع عن النفس، أراد القتيل المدعو "ب عبد الرؤوف" ورفاقه الانتقام منه، حيث كان السبب في إيقافهم من قبل، حسب ما أفادت به مصادر الشروق اليومي، قبل أن تتطور الأمور إلى أعمال شغب مست العديد من المنشآت والهياكل الإدارية. على غرار مقر أمن الدائرة ومستشفى المدينة الذي طالته أعمال التخريب، لم يسلم منها حتى المرضى، أدخلت المدينة في حالة فوضى عارمة وحالة استنفار قصوى وسط مختلف مصالح الأمن بالمدينة من درك وشرطة، مدعمة بقوات مكافحة الشغب للأمن الولائي، التي لم تتمكن من استعادة هدوء المدينة إلا في ساعة متأخرة من نفس اليوم، وبعد تدخل أعيان المدينة. وحسب مصادرنا فإن كل شيء بدأ في حدود الساعة الثانية من زوال يوم العيد، إثر معلومات تلقتها مصالح الأمن تفيد بأن الضحية "ب.عبد الرؤوف" المكنى الناموسة 27 سنة، مسبوق قضائيا، استفاد من العفو الرئاسي في الخامس جويلية المنقضي يحوز على كمية من المخدرات، حيث تم تكليف الشرطي رفقة زميل له بمتابعته وتوقيفه، بضواحي منطقة سكرين، أين كان الضحية رفقة مجموعة من أصدقائه، إذ طلب منهم التوقف، فرفضوا الانصياع لأوامره، مستعملين أسلحة بيضاء، ما أجبر الشرطي الدفاع عن نفسه باستعمال سلاحه بإطلاق ثلاث رصاصات، اثنتان في السماء، فيما استقرت الثالثة برأس الضحية وكانت كافية لقتل الشاب. خبر الفاجعة انتشر بسرعة البرق بين أهالي المدينة المعروفة بالعروشية، سيما من عائلة الشاب الذين تنقلوا إلى مستشفى المدينة، وما إن بلغهم خبر وفاة ابنهم راحوا يكسرون ويخربون كل ما صادفهم، بداية من مختلف مصالح المستشفى التي تضررت بشكل كبير، بالإضافة إلى مقر أمن الدائرة الذي تعرض إلى الرشق بالحجارة، كما تم تحطيم وكسر واجهات المحلات والسيارات التي كانت في الأرجاء، ما استدعى الاستنجاد بقوات مكافحة الشغب بقيادة رئيس أمن الولاية، الذي وقف على العملية إلى أن عادت الأمور إلى مجراها الطبيعي. وحسب المعلومات الأخيرة، فإن ضحية من مرضى مستشفى عين أزال ثانية لفظ أنفاسه الأخيرة صبيحة أمس الثلاثاء بالمستشفى الجامعي بسطيف، بعد تعرض أجهزة المستشفى إلى أعمال تخريبية، فيما مُنعت طفلة عمرها تسع سنوات من تلقي العلاج بعد حادث مرور ففارقت الحياة، بالإضافة إلى سقوط جنين ووفاته، إثر تأثر والده بحالة الرعب والهلع التي طالت المستشفى.