فاجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الكثيرين، عندما ارتأى إنهاء زيارته إلى الملكة العربية السعودية، أول أمس الأحد، بأداء مناسك العمرة، بالرغم من أن السلطات المصرية في المدة الأخيرة وعلى رأسها السيسي، صارت لا تتوقف عن تحذير مواطنيها من زيارة البقاع المقدسة حتى لا يصابوا بمختلف الأمراض مثل كورونا وإيبولا، كما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في آخر خطاب له حذر من استعمال أموال الشعب في أي نشاط أو ممارسة، وهدّد كل الأثرياء الذين لم يدفعوا للصندوق الذي سماه تحيا مصر بطريقة مباشرة، عندما قال لهم: "انتو حاتروفوا فين هتدفعوا يعني هاتدفعو". وكسر عبد الفتاح السيسي بعمرته التي أثارت الكثير من الجدل، بعد أن صار يزعم دائما بأنه يخاف الله، في محاولة ليلعب دور الإخوانيين، وبين حساسية اللحظة، لأنه سافر أصلا إلى المملكة العربية السعودية من أجل دراسة الوضع في غزة حسب مختلف بيانات الطرفين، كسر بعمرته الغياب الطويل للزعماء العرب عن زيارة بيت الله الحرام منذ 2010 قبل اندلاع ما يسمى بالربيع العربي، باستثناء العمرة الوحيدة التي أداها محمد مرسي عندما كان رئيسا، بعد أن كانت منذ بداية الألفية الحالية، المملكة العربية السعودية، تستقبل طلبات بزيارة خاصة لزعيم عربي يتجه هو وأفراد عائلته وطبعا جيش من الحرس الخصوصي الذي يضاف إلى جيش من الحرس الذي تخصصه المملكة العربية السعودية للزعماء المؤدين لمناسك العمرة، حتى تحوّلت عمرة الزعماء العرب إلى أشبه بالموضة خاصة خلال شهر الصيام وهي الموضة التي تبخرت في رمضان الماضي. وكانت صور الزعماء العرب السابقين وهم يؤدون العمرة، تنافس صورهم وهم يعملون لشعوبهم وتغطية الإعلام لعمرة هؤلاء تنسف أحيانا قدسية العمل وتفقد بالتأكيد الزعيم خشوعه طبعا، إن كان يخشع أصلا في عمرته، وكلهم من دون استثناء أدوا العمرة بمن فيهم في عام 1990 العقيد معمر القذافي الذي زار البقاع المقدسة وأدى مناسك العمرة خلسة رفقة معتمرين ليبيين، أما الرئيس الهارب زين العابدين بن علي الذي سبق له وأن أدى عمرة مثيرة لأنه اصطحب فيها زوجته ليلى الطرابلسي وشلة من النساء من صديقاتها، فيقال بأنه الوحيد الذي يعتمر باستمرار في منفاه بالمملكة العربية السعودية، عكس الرئيس اليمني الذي أدى عمرة مثيرة أيضا عام 2004 ولكن بسيره نحوها مشيا وبرّا إلى البقاع المقدسة وصفها هو نفسه بالملحمة المقدسة واعتبرها أتباعه الحدث الذي لا ينسى والدليل على إيمانه وقرنوها بحربه على الحوثيين إذ قالوا إن رحلة البر كشفت له وجود الحوثيين والشيعة في بلاده. بينما تمنى حسني مبارك أن يؤدي العمرة في رمضان 2011 من دون أن يحقق حلمه، وكان قد أدى مناسكها عدة مرات وآخرها في مارس 2009 بعد وفاة حفيده بدعوة من العاهل السعودية، حيث سافر مع العائلة إلى البقاع المقدس، لتتوقف عمرات الرؤساء المصريين، إلى غاية عمرة الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي الشهيرة، عندما التقطت له الكاميرات ذرفه للدموع وهو يصلي في الحرم الشريف صلاة الفجر، وحاول السيسي أن يسير على النهج.. ولكن؟