اعترف محمد نوري وزير الفلاحة أمس خلال جولة تفقدية قادته إلى ولايتي البليدة والمدية بعد تفشي وباء الحمى القلاعية فيهما، بأن اللقاحات الخاصة بالمرض غير متوفرة بشكل كاف في الجزائر، ليؤكد أن الكميات التي طلبتها الجزائر من الاتحاد الأوربي ستصل في غضون الأيام القادمة وسيتم تزويد الفلاحين بها، فيما أشار إلى أن رقعة الوباء اتسعت إلى 91 ولاية، مشددا على ضرورة اتباع التعليمات الوقائية للحد من انتشار الحمى القلاعية. وفي هذا السياق، أوضح نوري بأن الجزائر منذ تفشي المرض في تونس قامت بالتلقيحات الضرورية منذ شهر مارس وطلبت كميات إضافية من اللقاح وهي بصدد انتظارها، ليقول: ''يوجد مخبران فقط في العالم يوفران اللقاحات الخاصة بالحمى القلاعية''. وأضاف: ''على الموالين اتباع التعليمات وانتظار اللقاحات''. وأردف: ''الجزائر أرسلت طلبا لتزويدها بكميات لمواجهة الوباء والذي ضرب عديد البلدان في العالم''. وفي سياق آخر، فند نوري ما يروج من إشاعات حول الخطر الذي قد يسببه اللحم المذبوح للأبقار على صحة الإنسان بسبب الحمى القلاعية، ليقول: ''يجب على المواطنين أن يفهموا بأن اللحم المذبوح تجنبا لانتشار المرض لا يشكل خطرا على الصحة''. وأضاف: ''هل نقبل أن نسوق لحما غير صحي للمواطن وغير صالح للاستهلاك''. ليقول: ''هناك دعايات لا أساس لها من الصحة وكل اللحوم الحمراء المباعة في السوق تخضع للمراقبة البيطرية وتباع بشكل صحي''، ليؤكد الوزير على أن كل الاحترازات تم اتخاذها حتى لا يتفشى المرض وليتمكن المواطن من استهلاك اللحوم الحمراء وكذا لمنع انتقال الوباء إلى المواشي حتى لا يؤثر ذلك على عيد الأضحى. وبخصوص تذمر الفلاحين والموالين من منعهم من الدخول الأسواق وبيع ماشيتهم والعقوبات التي فرضتها الوزارة في حالة مخالفة التعليمات، رد الوزير: ''نحن أمرنا بغلق الأسواق وهو إجراء لصالح الفلاحين حتى نمنع تفشي المرض فلم التذمر؟''. وعلق بالقول: ''ما يهمنا حاليا هو القضاء على هذا الوباء في أسرع وقت ممكن''. وأردف: ''مصالح الفلاحة لا يمكنها أن تعمل لوحدها للقضاء على المرض ويجب على الفلاحين تفهم الوضع والتقيد بالتعليمات لأن منع تحرك الحيوانات وتطويق الأماكن التي ظهر فيها الوباء هو الحل لإنقاذ البلاد من كارثة حقيقية''. وطمأن نوري الفلاحين بولايتي البليدة والمدية أن انطلاق عملية التلقيح ستكون في أقرب أجل بعد تسلم اللقاحات، وفتح النار على السلطات المحلية التي حملها مسؤولية توعية الفلاحين وكذا انتشار الوباء، متسائلا: ''أين هي مصالح النظافة والسلطات المحلية لتراقب وتحذر من انتشار الحمى القلاعية؟''.