نقل مراسل "الشروق" في موريتانيا عن مصادر متطابقة قولها إن أجهزة الأمن تمكنت خلال اليومين الماضيين من وضع اليد على مخطط تقول إن عناصر "المجموعة السلفية" التي اشتبكت مع الشرطة يوم الاثنين الماضي في نواقشط كانت تنوي تنفيذه، ومن أبرز ملامح هذا المخطط القيام بهجمات انتحارية تستهدف سفارتي إسرائيل وفرنسا في نواقشط، إضافة إلى السجن المدني حيث يحتجز عدد من المعتقلين المحسوبين على التيار السلفي الجهادي، إضافة إلى إدارة الأمن وبعض المواقع الأمنية والعسكرية الأخرى. وقالت المصادر إن الناشط السلفي معروف ولد هيبه الذي اعتقل يوم الخميس الماضي هو من أرشد الشرطة إلى منزلين في تفرغ زينة كانت المجموعة تخبئ بداخلهما كميات من مادة "تي أن تي" الشديدة الانفجار كانت ستستخدم في تفخيخ السيارات التي ستستخدم في الهجمات، إضافة إلى بعض الملابس العسكرية والأسلحة. وقالت المصادر إن ولد هيبه كشف النقاب عن وجود خلية نسائية تابعة للمجموعة وتعمل معها في إطار التخطيط للقيام بهجمات داخل العاصمة، بينما كان مقررا أن تستغل المجموعة الملابس العسكرية في عملياتها بحيث يظهر عناصر المجموعة كعسكريين متمردين، مؤكدا أن عددا من الموريتانيين الذين كانوا ضمن مقاتلي "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". واتهم مصدر أمني الخديم ولد السمان بقيادة تلك المجموعة والتخطيط للقيام بالهجمات المذكورة، والتي قال إنها كانت ستنفذ نهاية الأسبوع الماضي، مشددا على أن هروب سيدي ولد سيدنا من قصر العدالة وعمليات ملاحقته هي التي قادت إلى اكتشاف المجموعة المذكورة. ويقول أحد الخبراء الأمنيين للشروق إن الصور التى نشرت أخيرا للناشط السلفي الفار من قبضة العدالة سيدي ولد سيدينا تؤكد ما تردد من أنباء عن عزمه تنفيذ أول عملية انتحارية في موريتانيا، وأن الصورة ربما التقطت في المنزل الذي دارت فيه المواجهات خلال حلقة تسجيلية دائما ما يقدم عليها الشبان الإنتحاريون لتسجيل وصاياهم. وقد ظهر سيدي ولد سيدنا في الصورة وهو يرتدي زيا غريبا على المجتمع الموريتاني ووراءه سترة خضراء قال صحفيون وشهود عيان إن الأجهزة الأمنية عثرت عليها بالمكان المستهدف. وقد أوقفت السلطات بعد الحادث أكثر 25 شخصا بينهم 13 سيدة بعد تردد أنباء أولية تفيد بمشاركة نساء في الهجوم الذي خططت له عناصر مرتبطة تنظيميا بالجماعة السلفية للدعوة والقتال. وبعد أسبوع من الحادث دفعت الأجهزة الأمنية بصور مجموعة جديدة من الشبان يعتقد أن من بينها أمير المجموعات الموريتانية المتواجدة مع تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. ووفق معلومات أمنية دقيقة حصلت عليها "الشروق" فإن الشخص المذكور هو السلفي المطلوب منذ ثلاث سنوات للأجهزة الأمنية ويدعى عبد الملك ولد سيدي الملقب أبو عصام وهو من مواليد السبعينيات في قرية ريفية تبعد 90 كلم شرق العاصمة نواقشط (أتكيليله). أما الشخص الآخر والذي يعتقد أنه هو من يتولى إدارة المجموعات السلفية محليا فهو "التقى ولد يوسف" وهو من مواليد الثمانينيات بنواقشط. ويأتي كشف السلطات الموريتانية للمخطط الجديد بعيد أيام من مواجهات مسلحة قادها رجال الأمن ضد مسلحين سلفيين تمترسوا بأحد منازل مقاطعة تفرغ زينه بنواقشط وهي العملية التي أسفرت عن قتل ارهابيين وضابط شرطة وجرح تسعة من رجال الأمن بينما تمكن خمسة مسلحين من الفرار. وتقول الأجهزة الأمنية الموريتانية إن الخلية السلفية المطاردة هي المسؤولة عن مقتل أربعة سياح فرنسيين قبل شهور وعملية الهجوم التي استهدفت السفارة الإسرائيلية في نواقشط.