خرج، أول أمس، امحمد بن ڤطاف، مدير المسرح الوطني، عن صمته فيما يتعلق بالنقد اللاذع الذي وجه إلى "عاصمة الثقافة العربية"، مثمِّنا النشاطات الثقافية والفنية التي استطاعت - حسبه- أن تحقق الاستثناء منذ الاستقلال كما ونوعا. واعتبر المتحدث جملة الانتقادات والاتهامات التي وجهت ولا تزال متواصلة إلى التظاهرة "بالمرضية"، ذلك أن -حسب بن قطاف- هناك نشوة أو نزعة تشاؤمية من كل إنجاز جزائري تسكن الكثيرين ولا يمكن أن يتوقف الإبداع في انتظار أن يشفى هؤلاء، ووصف الحصيلة الثقافية لهذا العام بالإيجابية على كل المستويات، ذلك أنها استطاعت أن تخرج الجمهور من بيته ليعود إلى وفائه للمشهد الثقافي عامة والمسرحي خاصة. هذا وأكد بن ڤطاف، خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس، على وصول الإنتاجات المسرحية إلى أقصى الجنوب، إضافة إلى اكتشاف مواهب شابة، خاصة وأن أغلب العروض من مجموع 47 شارك فيها طلبة برج الكيفان من أهم الإنجازات التي حققها المسرح الوطني، إلى جانب الاستثمار في مختلف مدارس الفن الرابع، لتتنوع النصوص من صوفوكل إلى شكسبير ومن محمود تيمور إلى توفيق الحكيم ومن الطاهر وطار إلى زهور ونيسي. كما أكد بن ڤطاف أن التركيز على خلق منصب مساعد مخرج ومساعد سينوغرافي ومصحح لغوي، فرصة لفتح المجال أمام المبدعين من الشباب الصاعد. "التكوين والتوثيق" كانا أهم محور ناقشته الندوة الصحفية، فقد أكد فتح النور بن إبراهيم، المكلف بالإعلام، أنه مشروع حضاري أن يتواصل الشباب مع أمثال الدكتور العراقي قاسم محمد، وعليه سطر المسرح الوطني برنامجا تكوينيا ستنطلق فعالياته ابتداء من مارس المقبل مع الأستاذ فاضل سوداني. ورافع بن ڤطاف في الأخير عن التوصيات التي خرج بها المختصون المسرحيون العرب والجزائريون في ملتقى الدورة العربية لمهرجان المسرح المحترف في ماي الماضي والتي أصبحت مرجعا أكاديميا بتحويلها إلى كتاب "المسرح العربي...المسيرة والتحديات"، خاصة وأنها دعمت بجائزة "مصطفى كاتب للبحث والدراسات". وختم برفع التحدي للقضاء نهائيا على ثقافة المناسباتية والارتجال، وعليه انطلق فريق العمل في التحضير من الآن للطبعة الجديدة لمهرجان المسرح المحترف المزمع انطلاقه في 24 ماي المقبل. آسيا شلابي