أفتى علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ومفتي مصر السابق، بصحة حج رئيس الوزراء الانقلابي إبراهيم محلب والوفد المرافق له، والذي كان على رأسه وزير الداخلية محمد إبراهيم المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مجازر رابعة والنهضة ومختلف ميادين المحافظات المصرية.. جمعة لم يتحرج في تطويع أركان الحج ليجيز حج المفسدين في مصر الكاتمين لأنفاس أمة بأكملها.. جمعة المصنف في فئة كبار العلماء في الأزهر الشريف – والمعروف أن العلماء هم أكثر الناس خشية من الله - تحول منذ مدة إلى مدافع شرس عن الانقلاب والانقلابيين، يبرر لهم أعمالهم ويزكيهم، وينزههم من الظلم والجور، ويدفع عنهم التهم، ويشجعهم على طغيانهم ويحثهم على قتل من عاداهم من الإخوان وغيرهم.. علي ماض فيما هو ماض منذ فترة، لا يخاف في ذلك لومة لائم، ولا يخشى شيئا.. لا أريد أن أقول أن علي جمعة لا يخشى الله في ذلك، ولا يتقيه في المصريين الذين يُطارَدون، ويُضطَهدون ويُسجَنون ظلما، ويُحاكَمون جورا، ويُقتَلون بدم بارد.. لكن أتساءل ماذا سيقول لرب الأرباب، لرب السيسي ومحلب ومحمد ابراهيم، عندما يسأله عن أولئك المصريين ضحايا هؤلاء الذين أفتى بصحة حجهم وكماله؟ !. ذلك لأن جمعة – من حيث يدري أو لا يدري - ذهب بعيدا في تبييض ساحة هؤلاء، ولم يبق له سوى أن يغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر ويدخلهم الجنة عرفها لهم.. !؟