أعلن تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف الجمعة الماضي، مبنى السفارة الإسرائيلية، في العاصمة الموريتانية نواقشوط، بحسب بيان خطي منسوب للتنظيم بثته قناة الجزيرة، وقالت إنه ورد إليها دون إعطاء تفاصيل، ولم تنقل أي من مواقع الأنترنت المحسوبة على "القاعدة" نص البيان، كما جرت العادة. وقال تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، في البيان كما بثته الجزيرة إن الهجوم "جاء انتقاما للحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة " في محاولة من تنظيم القاعدة لتبييض صورته أمام العالم الإسلامي بعد أن سودتها الجرائم المرتكبة في حق المدنيين من خلال التفجيرات في الأماكن العامة. وكان مسلحون مجهولون قد أطلقوا النار على مبنى السفارة الإسرائيلية في موريتانيا، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، ورد عليهم حراس المبنى بإطلاق النار، وقال شهود عيان إنهم رأوا ستة أشخاص يرتدون زيا محليا ينزلون من سيارة ومشوا باتجاه مطعم قريب من السفارة الإسرائيلية، وقالوا بالعربية بصوت عال "لنذهب" ثم هتفوا "الله أكبر" وفتحوا النار على مبنى السفارة. ورد حراس السفارة على النار في الحال، فتوجه الرجال الستة الى سيارتهم وغادروا المكان، وأدى الهجوم الى إصابة ثلاثة اشخاص على الاقل من جنسية فرنسية كانوا متواجدين بالصدفة بمطعم ومرقص ليلي بالقرب من السفارة، لكن أيا من مستخدمي السفارة لم يصب، حسب ما قال السفير الإسرائيلي في نواقشوط. ووقع الهجوم في أعقاب دعوات علنية من أحزاب سياسية وهيئات ومنظمات من المجتمع المدني في موريتانيا للحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والتي بدأها الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع العام 1999، وموريتانيا هي ثالث دولة عربية لها علاقات مع اسرائيل إلى جانب الأردن ومصر. ووصفت أجهزة الأمن الموريتانية، ووافقها كثير من المتتبعين، منفذي الهجوم بأنهم "ليسوا محترفين ولم يكونوا يريدون فعلا إحداث أضرار أو ضحايا، بل كانت تحذوهم الرغبة فقط للفت الانتباه الإعلامي إليهم" وتحرص "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" منذ تغيير اسمها قبل نحو عام، أن تعطي الانطباع بأن لها انتشارا مغاربيا وبإمكانها الضرب في أكثر من بلد في المنطقة، ويعد الحادث الأخير هو الثالث من نوعه في موريتانيا منذ شهرين، حيث قتل أربعة سواح فرنسيين في هجوم أواخر العام الماضي. وقد ألقي آنذاك القبض على أشخاص قالت إنهم منفذو الهجوم، وهاجم مسلحون بعدها ثكنة عسكرية موريتانية في الحدود مخلفين عددا من الضحايا، وضغطت هذه الأجواء على منظمي رالي باريس - دكار لإلغائه تخوفا من تهديدات سابقة أطلقتها القاعدة لمهاجمته، ويعتقد أن مجموعات مسلحة صغيرة وغير مترابطة هي التي تقود مثل هذه العمليات في موريتانيا، لكن تضررت كثيرا من حملات المداهمة التي تشنها أجهزة الأمن الموريتانية في أعقاب الحوادث الأخيرة وأدت إلى تفكيك أغلبها. عبد النور بوخمخم