اتصل والد الطفلة أميرة حمبابة، من مدينة تقرت بورقلة، والتي تناولت »الشروق اليومي« مرضها الغريب والنادر في الأعداد السابقة، مرة ثانية بنا وكله حسرة وألم، موضحا أنه ورغم التضامن الكبير والواسع الذي لقيته ابنته من طرف القراء الكرام والوعود المتكررة من طرف بعض الدوائر، إلا أنه لم يلمس أي تقدم في قضية التكفل بها بصورة سريعة، وقد قرر وضع بيته المتواضع الكائن بحي 630 مسكن بتقرت للبيع بغية تغطية تكاليف فاتورة العلاج الباهظة، باعتباره موظفا بسيطا ولم يتمكن من توفير ما يلزم هذه الصغيرة من مستلزمات، حيث لازالت تصارع الموت البطيء دون تدخل الجهات المسؤولة لإنقاذها من الضياع بعد سنوات من الفحوصات غير المجدية بسبب صعوبة تحديد المرض المبهم، بالإضافة إلى تأخر وزارة التضامن الوطني في احتواء الموقف، حيث اكتفت هذه الأخيرة بمراسلة المديرية الولائية لمعرفة وضعيتها الطبية، بينما كشفت مصادر مؤكدة أن رئيس المجلس الشعبي الولائي الدكتور يوسف قريشي قد دخل في اتصالات متقدمة مع بعض رجال الأعمال الخيّرين لمحاولة نقلها إلى الخارج على حسابهم الخاص. والد الطفلة قال إن التباطؤ الحاصل من طرف أصحاب القرار ليس في مصلحة المريضة التي تحولت حياتها إلى عذاب مستمر يكلف العائلة يوميا غاليا، ويأمل في تدخل الرئيس بوتفليقة شخصيا لتحويلها إلى أحد المستشفيات الأوروبية على الأقل لمعرفة مرضها، في وقت عجز الأطباء في الجزائر عن تشخيص هذا المرض المزري.وتعود قصة أميرة البالغة من العمر 10سنوات إلى شتاء سنة 2005 حين انقطعت عن الدراسة بالرغم من نتائجها الجيدة ونيلها المراتب الأولى، نظرا لحدة الداء الذي أنهك قواها وأكل من جسمها الضعيف، كما أصبحت لا تقوى على الحركة، وتعزف عن شرب الماء وتناول الغذاء مع قلة النوم والعجز التام عن الكلام. ولولا تجند أفراد الأسرة لمساعدتها في تمرير لقمة العيش بصعوبة بعد مقاومة كبيرة معها لكانت الآن في عداد الأموات. وتكتفي الطفلة بحركات ملتوية تثير الاستغراب، ولا أحد استطاع فك رموزها، بما في ذلك أشهر الرقاة وكذا علماء مركز الحركات الفرنسي بعد الاتصال بهم عن طريق الانترنت قصد تفسير هذا السلوك غير المفهوم وتصنف حالتها المرضية في الرتب الأولى عالميا بالرجوع إلى مصادر طبية وتوضيحات الأب الذي أشار إلى أن ابنته كانت ذكية تدير شؤونها بنفسها، وقد تغيرت حياتها فجأة مستبعدا الجانب الوراثي لانعدام القرابة بين الزوجين.