كان من الصعب علي أن اصف حجم ما رايته ...وان اكتب عن أميرة ومعاناتها مع المرض الغريب الذي أصابها وهي ماتزال في سن الزهور قبل أن تجبر على ترك دراستها رغم ذكائها الخارق وموهبتها الفذة وأخلاقها العالية بشهادة والدها وزملائها وكل من يعرفها قبل أن يلازمها الداء ويعجز الأطباء والرقاة عن شفائها أو حتى تشخيص حالتها. أميرة نجلة حمبابة المولودة في 08 جويلية 1997 بتقرت بولاية ورقلة و المقيمة رفقة عائلتها بحي 630 مسكن زهرة يانعة بدأت في الذبول بعد أن استحال على أكبر المختصين تشخيص مرضها ومعرفة مكمن دائها جراء النوبات العصبية التي تصيبها من حين لآخر منذ أزيد من سنتين رغم تحويلها طيلة هذه المدة و بإمكانيات والدها المحدودة الذي لا تتعدى أجرته الشهرية 18 ألف دج نحو العديد من المراكز الإستشفائية المتخصصة بشمال الوطن وبقاء كل الأطباء عاجزين أمام حالتها الغريبة التي أثرت كثيرا في نفسية والديها وجعلتهما يتألمان في صمت رهيب مع مطلع كل فجر جديد وهما يشاهدان بأعينهم المرض الخبيث يسري متغلغلا في جسدها الهزيل ولسان حالهما يقول " العين بصيرة واليد قصيرة ". رضوان والد أميرة الذي زرناه في بيته ووقفنا بأعيننا على حالة ابنته التي وجدناها هادئة رغم عدم قدرتها على الحركة أو الكلام أكد لنا أنه لايلتمس صدقة من أحد ولايريد أموالا حتى وإن كان مرض فلذة كبده يكلفه مصاريف باهضة أثقلت كاهله درجة أنه يفكر جليا في بيع بيته ... لاكنه يناشد كل الخيرين في هذا الوطن وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ووزير التضامن الوطني جمال ولد عباس وكل الجمعيات ذات الطابع الإنساني مد يد المساعدة والتكفل بابنته و نقلها للعلاج في الخارج حتى تعود البسمة إلى عائلتها وزميلاتها اللواتي يبكين حرقة وحسرة عما أصابها وينتظرن بشغف عودتها إلى الدراسة في أي لحظة وهو النداء الذي نامل نحن أيضا في النهار أن يجد صداه لدى كل المحسنين قبل فوات الأوان لأن أميرة لا تستحق كل هذا العذاب.