اعتصم، أمس، عشرات من عمال وحدة "السليلوز" للورق، ببابا علي، أمام مقر الشركة، احتجاجا على قرار طردهم من قبل المدير العام للوحدة بالنيابة، وتسريح قرابة 160 موظف دون قرار رسمي ودون سابق إنذار، كما تم حرمانهم من مستحقاتهم المالية التي فاقت 14 مليون سنتيم للشخص الواحد. ويعود تسريح العمال - طبقا لما صرح به بعضهم للشروق- إلى أن الشركة أفلست والحل الوحيد، حسب ما أخبرهم مسؤولو الوحدة، "التضحية بهم وتوجيههم نحو عالم البطالة"، دون مراعاة ظروفهم الاجتماعية. هذا الوضع، أدى إلى محاولة أحد العمال الانتحار من فوق المبنى العام للمصنع، وعندما منع من ذلك هدد بالإنتحار فوق السكة الحديدية المتواجدة بالقرب من مصنع الورق، بعد أن عجز عن مواجهة أبنائه وعائلته وهو مكتوف الأيدي. بلهجة شديدة وفي ذروة الغضب، حدثنا ممثلو العمال، أمس، بأنهم تفاجؤوا بتاريخ 31 / 12 / 2007 بقرار شفهي يقضي بتوقيفهم عن العمل نهائيا، بدون أي محضر أو وثيقة رسمية، وكان المدير العام بالنيابة، قد أعطى للعمال بطاقة الاختيار في الثالث مارس 2006، حيث خُيّر العمال بين الإحالة على البطالة، أو التقاعد، أو التوقف الإرادي عن العمل، فيما سيحال مباشرة على البطالة من امتنع عن الإختيار، وقد رفض العمال التوقيع حينها، واجتمع المسؤولون في غياب ممثلي العمال. وتعود أسباب إفلاس المصنع، إلى حدوث تعطيل في آلة الماكنة التي تقدر تكلفتها ب 40مليون سنتيم، إذ امتنعت الشركة عن شرائها، كما ترتب عن ذلك تكديس 300 متر مكعب من العجين الخاص بصناعة الورق أتلفت حاليا، رغم أنها استوردت بالدولار من دول أجنبية. واستغنت الشركة من قبل عن مادة الحلفاء المتواجدة داخل الوطن وسرحت العمال الذين كانوا يعملون بالمصلحة، وتوجهت نحو استيراد العجينة من الخارج. وصرح بعض العمال، أن المصنع ظل لفترة يعمل بالورق المصنع ويعاد رسكلته رغم أن الآلة المتواجدة بالمصنع تعمل بالورق الأبيض فقط، وما أثار حفيظتهم، هو أن الإدارة قامت بتسريحهم بدون دفع المستحقات المالية لحوالي 6 أشهر، كما تم خصم رواتب بعضهم وحرمانهم من كل العلاوات. وقد حمل المحتجون أمس لا فتات دُوّن عليها "طرد تعسفي للعمال بغير حق من طرف مدير غير شرعي"، "يكفينا من الوعود الكاذبة"، "لا للحڤرة الإقصاء"، "6 أشهر بدون راتب". سليمة حمادي