قدر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عمار تو، العجز في سلك شبه الطبي ب 6000 منصب عمل، مشيرا إلى أن مجانية العلاج في الجزائر لا تعدو عن كونها مجرد شعار، على اعتبار أن نظام التعاقد المطبق بين صناديق الضمان الإجتماعي والمراكز الإستشفائية هو الوحيد الذي يحدد العلاقة بين الطرفين. وقال عمار تو، لدى عرضه للمخطط الوطني للصحة أمس، المصادق عليه من قبل الحكومة، أن فئة المعوزين هي الفئة الوحيدة التي مازالت تستفيد من مجانية العلاج على اعتبار أنها الفئة غير المؤمن لها اجتماعيا. وكشف وزير الصحة أن الغلاف المالي الذي رصدته الحكومة لتطبيق مخططها يقدر ب 1900 مليار دينار جزائري، وهو ما يمثل على حد تعبير الوزير القيمة المالية التي باستطاعتها تمويل مشروعين بحجم مشروع الطريق السيار شرق غرب، وقال تو إن الحكومة ملزمة بتوفير 86 ألف سرير جديد وتعويض 12 ألف و181 سرير الموجودة حاليا. وتطرق عمار تو في حديثه إلى الأهداف التي رصدتها الحكومة من خلال مخططها هذا، وأولها القضاء على الفوارق في التغطية الصحية ما بين الشمال والجنوب، وضمان التغطية الصحية بالإعلام الآلي، مشيرا الى أن القطاع الخاص يغطي 6.24 بالمائة من مجموع الأسرة الإجمالي، في وقت تطمح فيه الدولة الى مساهمة القطاع الخاص بنسبة 30 بالمائة. وجاء في رد الوزير على الصحافة، أن المخصصات المالية السنوية للصحة من 77 دولارا في سنة 2004 الى 171 دولار في سنة 2007، والتي تقيمها منظمة الصحة العالمية ب189 دولار دوليا للفرد الواحد . كما أكد الوزير، أن المخصصات المالية بالنسبة للناتج الإجمالي الداخلي ارتفعت من 4.3 بالمائة سنة 2004 الى 6.77 بالمائة سنة 2007 ، في وقت بلغت فيه النفقات العمومية المخصصة للصحة 9.61 بالمائة من مجموع النفقات العمومية للدولة سنة 2007 . وقال تو إن نظرة الدولة للقطاع الخاص، ليست نظرة تنازعية بينه وبين القطاع العام، بل هو توجه سياسي للبلاد ، يرمي بدرجة أولى الى تسخير كل الوسائل العامة والخاصة، مشيرا الى أن القطاع سيوظف على مدى السنتين القادمتين 15000 طبيب عام، و5000 طبيب اختصاصي و15000 آلاف عون شبه طبي. سميرة بلعمري