قال البابا فرنسيس في اسطنبول، الأحد، إن المتشددين الإسلاميين يقترفون "خطيئة كبرى بحق الله" في سوريا والعراق، داعياً إلى حوار بين الأديان وتحرك جدي لمحاربة الفقر للمساعدة في إنهاء الصراعات هناك. وكان البابا يتحدث في اليوم الأخير من زيارته إلى تركيا، التي تأوي مليوني لاجئ من سوريا، بينهم آلاف المسيحيين. وخلال قداس مشترك مع بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، الزعيم الروحي لثلاثمائة مليون مسيحي أرثوذكسي، قال البابا فرنسيس، إن أتباع كل العقائد لا يمكن أن يواصلوا تجاهل صرخات ضحايا "الحرب غير الإنسانية والوحشية" التي تحدث بالجوار. وأضاف خلال القداس: "سلب السلام من الناس وارتكاب كل أفعال العنف أو القبول بهذه الأفعال، ولا سيما ضد الأكثر ضعفاً ممن لا حول لهم ولا قوة هو خطيئة كبرى بحق الله". وأدان البابا أيضاً الهجوم الذي وقع يوم الجمعة، واستهدف مصلين في المسجد الرئيسي في مدينة كانو الشمالية أكبر مدن نيجيريا. وقتل 120 شخصاً في هذا الهجوم. وكانت هذه هي ثالث مرة في ثلاثة أيام يشير فيها البابا إلى متشددي تنظيم داعش، الذين قتلوا أو طردوا شيعة ومسيحيين وأصحاب عقائد أخرى وحتى مسلمين سُّنة لا يشاركونهم تفسيرهم المتشدد للإسلام. وقال البابا: إن التصدي للفقر أمر ضروري لأنه يساعد على "تجنيد الإرهابيين". وقال إنه رغم مشروعية استخدام المجتمع الدولي للقوة للتصدي "لمعتد ظالم" فإنه ينبغي التوصل إلى حل دائم. وفي بيان مشترك صدر خلال القداس في البطريركية المسكونية، قال البابا والبطريرك برتلماوس: "ندعو المسلمين والمسيحيين إلى العمل معاً من أجل العدالة والسلام واحترام كرامة وحقوق كل إنسان ولا سيما في المناطق التي عاشوا فيها لقرون جنباً إلى جنب بشكل سلمي والآن يعانيان معاً من أهوال الحرب". وأضافا في البيان، "لا يمكننا القبول بشرق أوسط بدون المسيحيين، الذين يمارسون عقيدتهم فيه منذ ألفي سنة". وصلى زعيم 1.2 مليار كاثوليكي حول العالم في أشهر مسجد باسطنبول يوم السبت، واستغل الرحلة لمد يده للمسلمين الذين يعارضون الصراع في الدول المجاورة. وقال جون ألين، وهو مؤلف عدد من الكتب عن الفاتيكان، ومحرر مساعد لموقع كروكس الكاثوليكي الأمريكي: "البابا فرنسيس يريد أن تتحالف الكنيسة الكاثوليكية مع المسلمين المعتدلين لتشجيعهم على مقاومة ما وصفه بالتطرف والأصولية".